الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء

الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء

مــن الـــمـــكـــتـــبـــة الـــزراعـــيـــة
يصحبكم فيها : محمد غنيم
تأليف : أ.د. محمد إبراهيم عبد المجيد – أستاذ المبيدات بكلية الزراعة – جامعة عين شمس . أ.د. جمال الدين محمود حجازى- أستاذ الحشرات الإقتصادية – كلية الزراعة- جامعة عين شمس . أ.د. محمد سالم عبد الواحد- أستاذ الحشرات الإقتصادية- كلية الزراعة – جامعة عين شمس .
*يتناول هذا الكتاب الهام سوسة النخيل الحمراء باعتبارها من أخطر الآفات التى تصيب أشجار النخيل فى مصر و الوطن العربى إن لم تكن أخطرها على الإطلاق فهى حشرة مدمرة ، فإذا ما حدثت الإصابة لشجرة النخيل فإن النتيجة الحتمية هى موت الشجرة فى غضون 6-12 شهراً إذا لم تكتشف الإصابة و يتم العلاج الفورى و عند إصابة النخلة فى منطقة الجمارة ( القمة النامية أو رأس النخلة ) فإن موت الشجرة يكون أسرع من ذلك بكثير فمن المعروف أن النخلة إذا ماتت رأسها ماتت الشجرة بأكملها . *سوسة النخيل وسبب دخولها لمصر: تندرج سوسة النخيل الحمراء تحت قسم ناخرات الأخشاب ويرجع دخولها إلى مصر عندما أهدت دولة الإمارات العربية الشقيقة لمصر مجموعة من أشجار النخيل المصابة بالسوسة حيث زرعت بمنطقة القصاصين بالإسماعيلية ، و منها انتشرت الإصابة إلى محافظة الشرقية ثم إلى الجيزة ثم ظهرت مؤخراً بالوادى الأسيوطى بمحافظة أسيوط و إذا سارت الأمور كما هى عليه فإن السوسة الحمراء ستطول نخيل مصر كله خاصة و أن عدد أشجار النخيل المصابة بها يزيد على 90 ألف شجرة حسب تقديرات وزارة الزراعة. *مظاهر الإصابة بسوسة النخيل الحمراء :
1- وجود ثقوب دخول و خروج السوسة بأشكال مختلفة تساعد فى التعرف على الآفة .
2- وجود جلود انسلاخ العذارى على الأفرع و الشرانق بجوار الثقوب ذات السدادة غالباً.
3- وجود نواتج حفر السوسة فى جذع النخلة من النشارة الخشبية أو وجود تصمغات على الجذع .
4- سماع صوت احتكاك الفكوك العلوية ليرقات السوسة عند تغذيتها بداخل جذع النخلة . 5- وجود الأنفاق التى تصنعها السوسة عند كسر الأفرع ( السعف ) و العراجين .
*السيطرة على سوسة النخيل الحمراء :
بالرغم من الجهود الحثيثة التى بذلت للسيطرة على سوسة النخيل فإن تلك الجهود لم تحقق النتائج المرجوة فى وقف انتشار الحشرة فمنذ ظهورها بدولة الإمارات العربية عام 1985 لم يتوقف انتشارها و توالى ظهورها فى البلدان العربية وقد اعتمدت برامج مكافحة الآفة فى البلدان التى ظهرت بها على استخدام المبيدات الحشرية سواء كانت متخصصة أو غير متخصصة ، مما كان له عواقب وخيمة على المدى البعيد و لعل من الأسباب الرئيسية التى جعلت سوسة النخيل الحمراء بهذه الخطورة دخول الحشرة لبيئة جديدة دون أن ترافقها أعداؤها الطبيعية التى نشأت معها منذ القدم فى موطنها الأصلى ، بالإضافة إلى صعوبة الإكتشاف المبكر للإصابة و بقاء اليرقات طيلة حياتها محمية بداخل جذع النخلة بالإضافة إلى طبيعة جذع النخلة و ما يحيط به من قواعد السعف و الألياف و الفسائل و يبدو أن افتقار المناطق الجديدة التى دخلت إليها الحشرة إلى المستويات المطلوبة من الأعداء الحيوية من جهة ، و الإسراف فى استخدام المبيدات الحشرية الضارة بتلك
الأعداء الحيوية التى قد تكون موجودة فضلاً عن زراعة أصناف النخيل القابلة للإصابة و فى ظل ظروف بيئية ملائمة لحدوث الإصابة وعدم الإلتزام الدقيق بتطبيق الحجر الزراعى و غياب استراتيجية متكاملة للمكافحة فكل ذلك أدى إلى انتشار سوسة النخيل الحمراء بداخل البلدان التى انتقلت إليها بسرعة كبيرة فى وقت قصير وليس بالأمر السهل مكافحتها فى المناطق الجديدة التى دخلتها حيث لا يمكن السيطرة عليها إلا من خلال الفهم الحقيقى لسلوكها ففى هذه الحالة فقط يصبح بالإمكان تطوير برامج مكافحة متكاملة فعالة يكون للعمليات الزراعية دور فعال فيها هذا بالإضافة إلى الإهتمام بوسائل رصد رصد نشاط الحشرة و الإكتشاف المبكر للإصابة و تعظيم دور الأعداء الطبيعية للحشرة مما يساعد فى الحد من خطورة هذه الآفة المدمرة .

* برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء :-

تعتبر سوسة النخيل الحمراء من الآفات الحشرية التى يصعب مكافحتها بالطرق التقليدية نظراً لظروف معيشتها بداخل جذع النخلة لفترات طويلة من حياتها مما يسبب مشكلة كبيرة فى مكافحتها حيث أنه من الصعب نسبياً على غير ذوى الخبرة التمكن من تمييز الإصابات المبكرة مما يؤدى إلى تزايد الضرر الناتج منها سنوياً كما أن قدرتها العالية على الطيران لحوالى ميل يتيح لها إمكانيات عالية للإنتشار ، و يجب التأكيد على ضرورة المكافحة الكيميائية الواعية لها باعتبار أنها العمود الفقرى لبرامج المكافحة و هى تعتمد على ضرورة الإختيار الجيد للمبيد من حيث تخصصه على الحشرة و استخدامه بشكل آمن و بتركيز مناسب و فى التوقيت الذى يحقق أكبر قدر من الفاعلية والإختيارية والأمان كما أن تقدير مخلفاته على التمور بعد جمع المحصول و الالتزام بالحدود الآمنة يعتبر من الأمور بالغة الأهمية ، و يجب التأكيد على اختيار المبيد ذو السمية المنخفضة على الإنسان و الحيوان ويشتمل برنامج المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء على عدة وسائل نستعرضها لكم فيما يلى :

أولاً : المكافحة الزراعية و الميكانيكية :
و تشمل عدة إجراءات منها ما يلى :

1- حرق أشجار النخيل الشديدة الإصابة : حيث أنه تنتشر الإصابة بالسوسة بسرعة كبيرة و إذا تركت أشجار النخيل شديدة الإصابة دون تدخل علاجى فسوف تتحول إلى مخزن أو بؤرة للحشرة مما يزيد من خطورة و سرعة انتقال الإصابة إلى الأشجار السليمة و لذا يجب إزالة كل النخيل شديد الإصابة و حرقه بالكيروسين أو زيت الديزل بعد تقطيعه إلى قطع صغيرة طولياً و عرضياً ثم فتحه من الداخل للتأكد من موت جميع أطوار الآفة ثم معالجة منطقة القطع بأى مبيد ملامس و تدفن النخلة المزالة فى حفرة عميقة و يفضل أن تردم بطبقة سميكة من الرمال لا تقل عن 70 سم كما تعامل التربة فى منطقة الإزالة بأى مبيد مناسب .

2- الطعوم الجاذبة : يمكن استخدام الطعوم الجاذبة لجمع الحشرات الكاملة من سوسة النخيل الحمراء ثم قتلها حيث يتكون الطعم الجاذب من مولت و أيزومايل أسيتات كما يمكن استخدام أجزاء من جذع نخيل الساجو بشكل أقراص لجذب الحشرات الكاملة و قتلها .

3- النباتات الصائدة : يزرع نخيل الساجو أو النخيل السكرى فى المزارع غير المصابة و عند حدوث الإصابة تتجه الحشرات بفعل عامل التفضيل الغذائى إليه بدلاً من نخيل البلح و بذلك يمكن جمعها و حرقها .

4- تغطية الجروح : حيث يمكن تغطية الجروح و غلق جميع الفتحات بجذع النخلة باستخدام القار أو الأسمنت و الجبس حيث أن هذه الفتحات هى الأماكن المفضلة لبداية الإصابة بسوسة النخيل الحمراء .
5- المصائد الضوئية : حيث يعمل حفار العذوق على تهيئة المكان المناسب لحدوث الإصابة بسوسة النخيل الحمراء و لذا فالقضاء عليه سوف يؤدى إلى خفض الإصابة بالسوسة و يمكن استخدام المصائد الضوئية بأنواعها لجذب حفار العذوق إليها ثم جمعها و حرقها .
6- الإلتزام بمسافات زراعة النخيل : و هى 8 متر بين كل نخلة و أخرى حيث أن قرب الأشجار من بعضها يزيد من فرص الإصابة و تجددها .

7- النظافة البستانية :بالقضاء على الحشائش وتجميع مخلفات النخيل ومعالجتها بمبيد حشرى مناسب وحرقها.

ثانياً : المكافحة التشريعية :

حيث يجب فرض حجر زراعى صارم لمنع انتقال الحشرة من دولة لأخرى كما يجب فرض حجر زراعى داخلى بداخل الدولة نفسها لمنع انتشار الحشرة من منطقة لأخرى كالحجر المفروض حول محافظتى الشرقية و الإسماعيلية .

ثالثاً : المكافحة الحيوية :

و هى تتم باستخدام الطفيليات و المفترسات و مسببات الأمراض لسوسة النخيل الحمراء حيث تجند فيها الأعداء الطبيعية للسوسة مما يضبط تعدادها ويجب لنجاح هذه الطريقة الفهم البيولوجى و البيئى لكل من الآفة و العدو الطبيعى النافع .

رابعاً : المكافحة الكيميائية :

وهى تتم بعدة وسائل تشمل :
1- المكافحة الوقائية :
و هى تتضمن تغطية الجروح و الفتحات بجذع النخلة بالجامكسان و تعفير و رش النخلة حيث يمكن تعفير قواعد الأوراق بأى مسحوق تعفير حيث يخلط 60جم من المبيد مع 10جم من بودرة التلك أو دقيق الذرة و تعفر هذه الكمية لكل نخلة و تجرى هذه العملية فى الصباح الباكر ، و يمكن معاملة رأس و جذع النخلة بالرش كإجراء وقائى لمنع الإصابة بحيث يشمل الرش مسافة 50 متر من آخر نخلة ظهرت بها الإصابة و فى جميع الإتجاهات و توقف عمليات الرش و التعفير عند بداية تلوين الثمار ، و فى حالة أشجار النخيل التى يوجد بينها محاصيل أعلاف أو خضروات أو فاكهة يمكن تعفير قواعد الكرب لأشجار النخيل و مناطق الفسائل و الرواكيب من أعلى بمسحوق الدورسبان 5 -10 % أو الدبتركس 10% ويوقف استعماله عند بداية تلوين الثمار مع مراعاة عدم وصول المبيد إلى ثمار النخيل أو إلى المحاصيل الأخرى .
2- المكافحة العلاجية :
ويجب أن تتم بمجرد اكتشاف الإصابة و تشمل عدة وسائل منها : الحقن : فعند اكتشاف إصابة على الساق يمكن حقن الساق بالمبيد وتعتبر من أنجح طرق العلاج حيث يتم الحقن فوق منطقة الإصابة بحوالى 15-20 سم نظراً لاتجاه الإصابة من أسفل إلى أعلى وذلك بحقن 10 سم مكعب من المبيد بحقنة ماجوت بمعدل 4- 8 حقن حول الجذع فوق منطقة الإصابة و عموماً تصلح طريقة الحقن فى بداية الإصابة بالسوسة لسهولة وسرعة امتصاص المبيد فى جذع النخلة والحفاظ على الأعداء الحيوية وتقليل التلوث التدخين : حيث تستخدم هذه الطريقة مع النخيل شديد الإصابة حيث تهيىء الأنسجة التالفة لوضع أقراص مواد التدخين بمعدل 1-3 أقراص من فوسفيد الألومنيوم بداخل الثقب الموجود بجذع النخلة حسب حجمه حيث يراعى وضع الأقراص على عازل بلاستيكى ثم غلقه بالليف أو القش و توضع فوقه طبقة طينية متماسكة منعاً لانتشار الغاز للخارج و يمكن تبليل قطعة قطن بمحلول ثانى كبريتور الكربون ثم وضعها فى الفتحات بداخل الجذع أو فى منطقة الجمارة ثم الغلق عليها . معاملة التربة بالمحببات : حيث يضاف 30- 60 جم من المبيد الحبيبى لكل نخلة حسب حجمها و عمرها و عدد الفسائل حولها بحيث يتم نثر المبيد فى منطقة الحفر حول النخلة فى دائرة قطرها 1 متر مركزها جذع النخلة و عمقها 25 سم و تغطى منطقة الحفر ثم تردم و تروى .

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خبير نباتات: زراعة محصول الشاي في مصر يقلل فاتورة الاستيراد ويوفر العملة الصعبة

قال الدكتور خالد سالم، أستاذ بيوتكنولوجيا النباتات، إن المشروعات الزراعية الكبيرة التي ...