اليوم العالمى للتربة – جريدة المزرعة


الرئيسية / زراعى / اليوم العالمى للتربة

اليوم العالمى للتربة

التربة، أو((Soil بالإنجليزية هي إحدى مكونات القشرة الأرضية، وهي الطبقة السطحية المفتتة التي تغطي الطبقة الصخرية للقشرة الأرضية.
ولان التربة هي الأساس الذي تقوم عليه التنمية الزراعية والوظائف الأساسية للنظام الإيكولوجي والأمن الغذائي، ومن ثم فالتربة عامل أساسي لاستمرار الحياة على وجه الأرض لذا فقد خصصت الامم المتحدة الخامس من ديسمبرمن كل عام ” اليوم العالمى للتربة ” كما خصصت عام 2015 ” السنة الدولية للتربة” وذلك فى جلسة الجمعية العامة فى 20 ديسمبر2012 والتى اصدرت القرار رقم 68/232 فلماذا ذلك اليوم؟
مقدمة :
تشكل التربة حجر الزاوية بالنسبة للزراعة والتى تنتج لنا الغذاء والالياف والاعلاف الحيوانية وحتى الوقود كما تساهم التربة بقدر كبير فى النظام البيئى الحيوى للحياة على ظهر الارض وتساهم التربة بصورة كبيرة فى عملية التنوع البيولوجى حيث تمثل التربة مصدر اساسى من مصادرالتنوع البيولوجي العالمي على الكوكب فهى المأوى للمليارات من الكائنات الحية ويعيش فيها حوالى 25% من انواع الكائنات الحية الموجودة على وجه الارض وبالتالي تتطلب نفس الاهتمام الذي نوليه للجزء الموجود على سطح الارض.
لذا يجب الا نُغفل الأدوار المتعددة للتربة اذ انها عماد الحياة والتربة ليس لها صوت، ولا يدافع عنها سوى القليلون، فهي حليفنا الصامت في إنتاج الغذاء وبالرغم من الاحاديث الكثيرةً عن أهمية نظم الأغذية المستدامة من أجل حياة صحية فاننا يجب الا ننسى ان التربة هي المنطلق نحو تحقيق ذلك.
و إذ نسلم جميعا بأن استدامة التربة عامل أساسي في مواجهة الضغوط الناجمة عن تزايد أعداد السكان، فان الاعتراف بأهمية الإدارة المتكاملة للتربة والدعـــوة إلى تعزيزها ودعمها، يمكن أن يسهم في توفير تربة خصبة سليمة، مما يسهم بالتالي في إيجاد عالم ينعم بالأمن الغذائي ونظم إيكولوجية مستقرة ومستغلة على نحو مستدام.
ولا ينكر احد أهمية الإدارة المتكاملة السليمة للأراضي، من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وبخاصة من حيث إسهامها في النمو الاقتصادي والتنوع البيولوجي والزراعة المستدامة والأمن الغذائي والقضاء على الفقر والتصدي لتغير المناخ والحفاظ على توافر المياه، كما باتت ظواهر التصحر وتدهور الأراضي والجفاف تشكل تحديات ذات بعد عالمي يعوق على نحو خطير التنمية المستدامة لجميع البلدان، ولا سيما البلدان النامية.
لذا فان اليوم العالمي للتربة يمكن أن يسهم في إذكاء الوعي بمسألة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، بما يتوافق مع هدف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في البلدان التي تعاني من الجفاف الشديد ومن التصحر، وبخاصة في أفريقيا.
فما هى االتربة؟
هي تلك القشرة الرقيقة من الارض التى توفر كل اشكال الحياة على الأرض، كما إن نسبة خمسة وتسعين بالمئة من طعامنا مصدره التربة, و يعتمد الإنسان منذ القدم و إلى اليوم على زراعة الأراضي و خصوصاً الأراضي الصالحة للزراعة و التي تتميز تربتها بالخصوبة لتكون مناسبة لانتاج المحاصيل المختلفة و لكن مع التقدم العصري و تغير مظاهر الحياة و زيادة عدد السكان أصبح هناك تغيرات و اضحة ومؤثرةعلى التربة ويعتبرالإنسان أكبر عنصر يؤثر عليها .
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” فان المزارع العائلية الصغيرة تعد مصدرًا أساسيًا لتخفيف حدة الجوع ووطأة الفقر, بيد أن هذه المزارع تواجه بشكل متزايد الآثار الناجمة عن تآكل التربة وتدهورها نتيجة التصحر والقطع الجائر للغابات والممارسات الزراعية السيئة مما يضع التربة التي تعتمد عليها هذه المزارع – ومعها الغذاء الذي تمدنا به – في دائرة الخطر.

اهمية التربة فى حياة الانسان:
• تشكل التربة حجر الزاوية بالنسبة للزراعة والتى تنتج لنا الغذاء والالياف والاعلاف الحيوانية وحتى الوقود
• تساهم التربة بقدر كبير فى النظام البيئى الحيوى للحياة على ظهر الارض حيث تعتبر الماوى للمليارات من الكائنات الحية كما تساهم فى عملية التنوع البيولوجى حيث يوجد بها حوالى 25% من اجمالى الكائنات الحية الموجودة فى العالم .
• التربة تقوم بوظائف حساسة ومهمة فى النظام الحيوى حيث تتم بها عملية تنقية المياه من الشوائب والملوثات بمختلف انواعها.
• تعتبر التربة المصدر الرئيسى لمعظم المضادات الحيوية المستعملة فى مكافحة الامراض و العدوى المختلفة حيث نحصل عليها من الكائنات الدقيقة التى تعيش بها.
• تعتبر التربة المصفاة الرئيسية لتصفية المياه وتنقيتها من المخلفات الصلبة المختلفة
• تمثل التربة المصدر الرئيسى للكربون العضوى على سطح الارض وكذلك الاساس فى دورة المغذيات المختلفة .
ولقد أصبحت الحياة على كوكب الأرض أمر في غاية السوء ،نتيجة لتلوث المنتجات ، والهواء ، حتى السمع ،فمع ازدياد أعداد السكان زادت نسبة التلوث زيادة فاقت الحد بشكل غير طبيعى، وبدأ العالم كله يتجه للطرق السلمية من أجل المحافظة على البيئة من الإنهيار والضياع، ومن هذا المنطلق كان لا بد من وجود طرق جذرية من أجل الحصول على فرص للتخلص من مشكلات تتعلق بالتلوث، ومن أهم هذه المظاهر تلوث التربة، وقد استطاعت هذه المشكلة أن تتواجد على الساحة العالمية، فمشاكل التربة تتعلق بالغذاء العالمي ، وهذه مشكلة ترتبط بشكل وثيق مع الصحة العالمية للأفراد ، سواء أكان طيراً أو حيواناً أو حتى بشراً.
اهم الاخطار التى تهدد التربة :
تتعرض التربة للعديد من الأخطار والمشاكل التي تؤثر عليها وتفسدها، وتلك الأخطار إما أن تكون عوامل طبيعية أو تكون عوامل بشرية وتصنف التربة حسب درجة تدهورها إلى أنواع مختلفة منها تربة قليلة التدهور، و تربة متدهورة، و تربة متدهورة جدا، فضلا عن التربة الصحراوية.
ويرتبط تدهور التربة بعوامل مختلفة منها:
اولا عوامل طبيعية :
ومنها التضاريس المنحدرة، الامطار الغزيرة، الفيضانات و السيول , مما يؤدى الى انجراف التربة فى المناطق الممطرة , وفى المناطق التى تتعرض لرياح شديدة اوالجفاف المستمر تتشقق التربة فى المناطق شديدة الجفاف مما يخفض من خصوبة التربة ويجعلها غير صالحة للزراعة.
وقد ادت العوامل الطبيعية المختلفة خلال الاربعين عاما الماضية لتحويل 30% من الاراضى الصالحة للزراعة لاراضى غير منتجة.
ثانيا عوامل بشرية :
الزراعة المكثفة، التلوث نتيجة الاسراف فى استعمال الأسمدة و المبيدات ، الرعي الجائر، قطع وازالة الغابات،الزحف العمرانى
وطبقا لاحصائيات منظمة حماية الحياة البرية The World Wildlife Fund (WWF) فان نصف التربة الصالحة للزراعة تم تدميرها خلال قرن ونصف الماضيين.

اهم اسباب تدهور السقف الترابي للأرض و التربة الزراعية:
1. نوعية السماد المستخدم في تسميد التربة بشكل صحيح ، وهذه المشكلة تتطلب حلاً جذرياً ، خاصة نتيجة استخدام الأسمدة الكيماوية لفترات طويلة مما يعمل على تدمير التربة ، وتدمر السقف الزراعي ، و النباتات المستخرجة منها ،بالاضافة إلى المشكلات المتعلقة بالحيوانات التي تتغذى على هذه المزروعات.
2. اقتلاع الأشجار المعمرة ، والموسمية من أجل البناء المستمر لتلبية احتياجات التوسع العمراني ، مما يؤدى لانتهاك وتدمير البيئة بشكل كامل ، وازدياد نسب التلوث التي أصبحت لا تطاق ، وبالكاد يمكن أن نعيش فيها ، حيث أن الأشجار تعمل كمصايد ثاني اكسيد الكربون من الهواء.
لقد أصبحت الحياة على كوكب الأرض أمر في غاية السوء ،نتيجة لتلوث المنتجات ، والهواء ، حتى السمع ،فمع ازدياد أعداد السكان زادت نسبة التلوث زيادة فاقت الحد بشكل غير طبيعى، وبدأ العالم كله يتجه للطرق السلمية من أجل المحافظة على البيئة من الإنهيار والضياع ، فالبيئة تحتمل حداً معيناً من التلوث ، ومن هذا المنطلق كان لا بد من وجود طرق جذرية من أجل الحصول على فرص للتخلص من مشكلات تتعلق بالتلوث، ومن أهم هذه المظاهر تلوث التربة، وقد استطاعت هذه المشكلة أن تتواجد على الساحة العالمية ، فمشاكل التربة تتعلق بالغذاء العالمي ، وهذه مشكلة ترتبط بشكل وثيق مع الصحة العالمية للأفراد ، سواء أكان طيراً أو حيواناً أو حتى بشراً .

لذا فكيف يمكن المساعدة فى العناية بالتربة وتعزيز إنتاجيتها؟
هناك طرق عديدة للحفاظ على التربة منها :
1- استخدام الزراعة العضويّة لزيادة حيوية التربة .
2- استخدام دورة زراعية او الزراعة بالتناوب.
3- حراثة الأرض شكل مناسب للحد من تكون الطبقات الصماء او انهيار التركيب البنائى للتربة.
4- مكافحة الآفات بطرق بيولوجية وتقليل المبيدات المصنعة.
5- التشجيع على العمل بالزراعة من جانب الحكومات لمساعدة الفلاحين على الزراعة والحفاظ على التربة وزيادة الإنتاج وعدم هجر الزراعة والاتجاه لحياة المدن .
 اهم الاجراءات لتى يجب اتخاذها للمساعدة فى حماية التربة وإيقاف تدهورها:
1. حماية الغطاء النباتي وزيادة زراعة الاشجارالتى تُبطئ عملية تآكل التربة.
2. التوقف عن الرعي الجائر والمفرط.
3. التوقف عن إزالة الغابات و الأشجار والحفاظ عليها.
4. إصلاح الأراضي الزراعية والعناية بطبوغرافيتها
5. استخدام طرق الزراعة والحرث على الخطوط الكنتورية للتخفيف من انجراف التربة.
6. تسوية الأراضي في المناطق المنحدرة على شكل قطاعات مستوية وبناء المدرجات في المنحدرات (كما فى المناطق الجبلية فى الصين حيث يتم اقامة مدرجات في السفوح المنحدرة لحماية الزراعات فيها ).
7. إنشاء مصدات رياح حول الأراضي المعرضة للرياح القوية التي قد تضرها،
8. تشجير المناطق المهددة بالتصحر، وخطر انجراف التربة.
9. تقليل الأسباب التي تعمل على تلوث التربة من خلال تقليل استخدام مبيدات مكافحة الآفات الكيميائية و الاستعاضة عنها باستخدام أنواع أخرى صديقة للتربة .
10. تشجيع صناعة السماد العضوي الطبيعي من المخلفات في المنازل.
11. اتباع دورة زراعية او الزراعة بالتناوب.
12. تشجيع العلماء والباحثين على إجراء البحوث والدراسات التي تقدم الحلول الممكنة لمكافحة تدهور التربة، وتساعد على حمايتها.

 بعض الأمور التى يمكن القيام بها للمساعدة في العناية بالتربة وتعزيز إنتاجيتها:
• زراعة شجرة فالأشجار تُبطئ عملية تآكل التربة، وتساعد في احتفاظ التربة بالرطوبة والمواد المغذية.
• عدم استخدم مبيدات الحشرات في حديقة المنزل أو في المزرعة واستخدم أنواع أخرى لمكافحة الآفات وتكون صديقة للتربة.
• صناعة السماد العضوي الطبيعي في المنزل من خلال جمع المواد العضوية من المطبخ والحديقة ووضعها في كومة أو حاوية. وبعد بضعة أشهر، يمكن إضافته (السماد) إلى تربة الحديقة أو التبرع به للمزارع المجاورة .
• المشاركة في الاحتفال بيوم التربة العالمي أو المساهمة في حماية التربة في المجتمع المحلى.

الخاتمة:
بعد ما تم ذكره ، كان لا بد من الوصول إلى طرق حثيثة ، من أجل التخلص من التلوث ، والعمل الجاد على ايجاد وسيلة ممكنة للحصول على تربة بيئية وصحية ، ومنها العمل الجاد على تقليل استخدام الأسمدة ، لآنها تهلك التربة ، وتجعلها في حالة غير طبيعية ، وأيضاً ترك المساحات الزراعية ، والإبتعاد عنها في حال التوسيع العمراني ، فالمساحات الخضراء يجب ألا تمس بأمر من الحكومة ، بالإضافة إلى سقاية الأرض بالماء النظيف ، والإبتعاد عن مياه المجاري .
وقد رأينا في السنوات الأخيرة الماضية العديد من التوجهات والجهود الدولية لحماية البيئة بشكل عام، والتربة بشكل خاص وقد تمثلت هذه التوجهات والجهود بإبرام العديد من الاتفاقيات التي تكفل حماية البيئة بما فيها الترب حتى تكلل الامر بتخصيص يوم عالمى للتربة هو الخامس من ديسمبر من كل عام كما اعلنت الامم المتحدة عام 2015 العام العالمى للتربة .

د. وليد فؤاد ابوبطة
خبير التنمية المتكاملة
عضو اللجنة العلمية للزراعة المحمية بوزارة الزراعة

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خبير نباتات: زراعة محصول الشاي في مصر يقلل فاتورة الاستيراد ويوفر العملة الصعبة

قال الدكتور خالد سالم، أستاذ بيوتكنولوجيا النباتات، إن المشروعات الزراعية الكبيرة التي ...