ما هي العوامل البيئية المؤثرة علي صحة الحيوان ؟؟

هناك العديد من العوامل البيئية داخل حظائر و عنابر الحيوان المزرعي و التي لها تأثير كبير و واضح جدا علي صحة الحيوان المزرعي ، بل و تؤثر ايضا علي معدلات الانتاج ، فيجب الالمام بها لتفاديها عند تصميم حظائر و عنابر الحيوان المزرعي .

1- الهواء و تلوث الهواء :-
الهواء يتعرض للتلوث بمواد مختلفة و يمكن ان تكون تلك المواد غريبة عن المكونات الطبيعية للهواء ، أو من مكونات الهواء ولكن ترفع النسبة عن المعدل الطبيعي . و المواد التي تلوث الهواء أما أن تكون غازية أو صلبة .
الملوثات الغازية … و تحدث فقط في ألاماكن المقفلة و منها :
أ – النشادر …. هذا الغاز بينتج من تحلل المواد العضوية مثل البول و البراز بسبب عدم نظافة الحظائر و ترك تلك المخلفات تتراكم تحت و حول الحيوان ، يسبب وجود هذا الغاز اللتهابات ألاغشية المخاطية و خصوصا في القصبة الهوائية و العينين مما يضعف من مقاومة الحيوانات و يجعلها أكثر عرضة للأصابة بالأمراض مثل السل ، و أسهل طريقة للكشف عن ذلك الغاز هي الشم أو بواسطة ورق الكركم أو عن طريق جهاز دراجر .
ب – كبريتيد ألأيدروجين …. و ينتج هذا الغاز من المجاري ! بمعني وجود اخطاء في نظام المجاري مما يجعل غازات المجاري تنتشر في الجو . يجب أن نعلم ان هذا الغاز ساااام و يسبب التسمم للحيوانات اذا وصلت نسبته في الجو الي 0.05% و حين وصولها الي 1% تسبب نفوق الحيوانات .
ج – زيادة غاز ثاني اكسيد الكربون عن الحد المسموح به و هو ( 0.01% ) .
الملوثات الصلبة …. و هي المواد الصلبة و يمكن ان تكون عضوية او غير عضوية .
أ – المواد الغير عضوية : و هي مثل الرمال و التربة و أملاح بعض المعادن و استنشاق هذه الاتربة بواسطة الحيوانات المزرعية يسبب التهابات الاغشية المخاطية و يفقد الحيوان شهيته للتغذية . بعض المبيدات الغير عضوية و التي تستخدم في القضاء علي الطفيليات الخارجية مثل الجرب و تستخدم تلك المبيدات بطريقة التعفير او الرش ، و في عدم وجود الاحتياطات الكافية لسلامة الحيوان فقد يستنشق الحيوان هذه المبيدات التي تسمم له التسمم ثم النفوق .
ب – المواد العضوية : مثل فضلات الحيوان او الشعر ( و خصوصا في مزارع الارانب ) ، القشور و الالياف النباتية و حبوب اللقاح و الروث الجاف ، و استنشاق الحيوان لتلك المواد قد تسبب بجانب احتقان الاغشية المخاطية نوع من انواع الحساسية للحيوان . تعتبر الميكروبات عموما ( الفيروس و البكتريا و الفطريات ) التي تصل للحيوان عن طريق الهواء من مسببات الامراض الخطيرة و يمكن ان تنتقل امراض كثيرة فقط عن طريق الكح او العطس ، و يسبب للحيوان امراض مثل الحمي القلاعية و السل و الانفلونزا .

2 – الرطوبة :-
الرطوبة هي كمية بخار الماء الموجود في الجو و تتأثر كمية بخار الماء الموجود في الجو بدرجة الحرارة السائدة ، فكلما ارتفعت درجة حرارة الجو ازدادت قدرة الجو علي حمل بخار الماء و العكس صحيح .
و ترجع اهمية الرطوبة و تأثيرها علي الحيوان المزرعي لعلاقتها بتنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق البخر ، و هذا التأثير له اهمية خاصة عندما تكون حرارة الجسم متقاربة مع حرارة الجو حيث يكون هناك فقد لحرارة الجسم عن طريق الاشعاع و النقل و التوصيل . فاذا كانت الرطوبة النسبية للجو مرتفعة فان عملية فقد حرارة الجسم عن طريق البخر تقل ايضا ، و بذلك يزداد شعور الحيوان بحرارة الجو ، أما اذا كانت الرطوبة النسبية منخفضة فانها تسمح بعملية البخر من جسم الحيوان ، و بذلك يكون للرطوبة تأثير ملطف لارتفاع درجة حرارة الجو و بالنسبة لتأثير الرطوبة في حالة الجو البارد ، فنجد ان تأثيرها علي الحيوان قليل و ذلك بالنسبة لتنظيم حرارة الجسم – ولكن اذا كانت رطوبة الجو عالية اثناء انخفاض درجة الحرارة فان هذا الجو له تأثير ضار علي صحة الحيوان ، فيكون الحيوان معرض للاصابة بامراض الجهاز التنفسي و نزلات البرد
الشديدة .
ماهي مسببات زيادة الرطوبة النسبية داخل عنابر الحيوان ؟؟؟
– تنفس الحيوانات .
– تبخر البول و الماء المستعمل في عمليات النظافة ( يظهر بشكل واضح في مزارع الارانب ).
– سوء التهوية .
النسبة من 45 الي 70% رطوبة نسبية تعتبر ملائمة للحيوان .

3 – حركة الرياح و الهواء :-
يرجع أهمية تأثير الرياح و قوتها علي صحة الحيوان ، لما لسرعة الرياح من علاقة بفقد الحرارة من جسم الحيوان عن طريق النقل ، فعندما تكون درجة حرارة الجسم أعلي من درجة حرارة الجو الخارجي فان حركة الهواء و سرعتها علي فقد الحرارة بالنقل من الجسم تكون جيده مما يؤدي الي تلطيف الجو الحار . و عموما يجب ان نعلم ان تأثير حركة الرياح في المناطق الحارة غالبا ما يكون ملطف لارتفاع حرارة الجو و خصوصا اذا كانت الحيوانات تحت المظلات … ولكن زيادة حركة الرياح في الجو البارد لها تأثير ضار جدا علي الحيوان و لذلك فان الحيوانات في المناطق الباردة تسكن دائما في حظائر مقفلة و يتم فيها التحكم في سرعة و حركة الرياح .

4 – الضوء :-
يؤثر الضوء ( مدة الاضاءة و ليست قوتها ) … علي الحيوان و خاصة النضوج الجنسي و الهرمونات التي تزيد من حيوية الحيوان و نمو الاعضاء التناسلية … ولكن للعلم الضوء لاااااا يؤثر علي نمو الجسم اصلا ! و أكثر الأنواع تأثرا من ناحية التكاثر هي الأغنام فخصوبة الذكور تتأثر بدورة الضوء خلال اليوم .

5 – درجة الحرارة الجوية :-
جميع الحيوانات المزرعية من ذوات الدم الحار …؟؟ بمعني أن درجة حرارة أجسامهم ثابتة أو تتغير في أضيق الحدود و أن أي تغيير ، و لو كان بسيطا في درجة الحرارة يؤثر علي صحة الحيوانات و انتاجها و ان ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية يسبب النفوق للحيوان !
و لكي تكون درجة حرارة الجسم ثابتة يجب أن يكون هناك توازن حراري بين الحرارة التي تنتج في الجسم أو التي تحمل علي الجسم من الجو المحيط و بين الحرارة التي تفقد من الجسم و تنتقل الي الجو المحيط به .
مصادر الحرارة في الجسم و طرق فقدها ؟؟؟
الحرارة المنتجة في الجسم تنشأ أساسا من أكسدة المواد الغذائية الموجودة في الجسم و أن هذه الكمية تزداد نتيجة لعمليات التمثيل أثناء الأنتاج مثل انتاج اللبن و يضاف الي تلك الحرارة الناتجة عن عمليات الهضم و التخمر في الجهاز الهضمي ، كما يضاف اليها الحرارة المضافة الي الجسم اثناء تعرضة لأشعة الشمس … و يجب ان تعلم ان الحرارة تفقد من الجسم بأكثر من طريقة أهمها الاشعاع ( النقل ) او التوصيل او التبخر . و فقد الحرارة بالاشعاع يسمح به عندما تكون حرارة الجسم أعلي من حرارة الاجسام المحيطة و يتأثر فقد الحرارة بالاشعاع بمسطح جلد الحيوان لذلك فان الاسطح الساخنة تعاكس عملية الاشعاع في الصيف . كما ان الاسطح الباردة تزيد من عملية الاشعاع في الجو البارد و كلتا الحالتين تضر بالحيوان المزرعي .
كما ان فقد الحرارة بالنقل يؤثر فيه مسطح الجسم و درجة حرارتة و حرارة الجو المحيط و سرعة الرياح .
يعمل الفقد بالتوصيل عن طريق ملامسة جسم الحيوان للاسطح الباردة فانه يتاثر بدرجة حرارة الاسطح الملامسة له .
اما فقد الحرارة عن طريق البخر من الرئة و الجلد له اهمية خاصة و خصوصا في الجو الحار عندما يكون الفقد للحرارة عن طريق الاشعاع و النقل و التوصيل قد تأثر .
و يجب ان نعلم ان عملية حفظ درجة حرارة جسم الحيوان ثابتة ما هي الا توازن بين عمليات اكتساب و فقدان للحرارة ، ففي الجو البارد مثلا ينظم الحيوان درجة حرارتة بزيادة توليد الحرارة عن طريق زيادة كمية العليقة التي يستهلكها الحيوان و ايضا زيادة النشاط الحركي و الحد من فقد الحرارة بتحديد عملية التنفس و اقلال ورود الدم الي الجلد .
و في بعض الحيوانات المزرعية تزيد الطبقة العازلة
بين الجسم و الخارج كنمو الشعر و زيادة سمك طبقة الشحم الموجودة تحت الجلد . و يمكن ان تلجأ الحيوانات الي التجمع و الالتصاق ببعضها . أما في الجو الحار فينظم الحيوان العملية السابقة بزيادة عملية الفقد من الجسم عن طريق زيادة معدل التنفس و اللجوء الي الظل ، يقلل الحيوان من أكله و انتاجه . يدفع الدم الي الاطراف و يزيد من مسطح الجلد كنوع من الاقلمة … و بعضها يذهب الي الماء كما في الجاموس .
و عملية التوازن السابقة ليست عملية طبيعية مطلقة ، بل أن الحيوان نتيجة للاقلمة يؤثر فيها بطريقة فعالة فيجد أن لون جلد الحيوان له تأثير في كمية الحرارة المكتسبة ؟؟؟ فاللون الفاتح مثلا يعكس نسبة كبيرة من أشعة الشمس الساقطة عليه …بينما الالوان الداكنة كالاسود مثلا ليست لها القدرة علي عكس اشعة الشمس بشكل كبير ، لذلك ان الحيوانات المزرعية في المناطق الاستوائية فاتحة اللون عن الحيوانات المزرعية في المناطق الاوروبية . و نلاحظ ايضا ان مسطح الجلد للماشية في الهند أكبر منه في الماشية الاوروبية ؟؟؟ نتيجة لوجود اللبب و ازدياد طول القوائم .
و لذلك قبل أن نتعرف علي تأثير العوامل البيئية علي الحيوانات المختلفة … فلابد عند انشاء و تصميم مزارع متخصصة في الانتاج الحيواني ( عن طريق مهندسين متخصصين في علوم الانتاج الحيواني ) فيجب ان يكون الجو المحيط للحيوان مثاليا تماما ، بحيث يساعد علي راحة الحيوان و زيادة كفائتة الانتاجية ، و يجب ان نضع في الاعتبار عملية ملائمة الحيوان للظروف البيئية المحيطة به ؟؟؟ فمثلا لا نربي الاغنام البرقي التي تتواجد في وجه بحري و مطروح في صعيد مصر !!!

——————————————————-
م / مصطفي حبيبة
خبير تغذية و انتاج الحيوان بالبرنامج الانمائي للامم المتحدة بمصر .
الاستشاري العلمي للجامعة الفرنسية بمصر .