إستيراد مسئول

يبدو أن شعار ” صنع فى مصر ” فشل مرتين الأولى أنتاجياً والثانية فى خلق كوادر أو صناعة مسئول فى إطار هذا الفشل ليس عيباً أن نأتى بأخر مستورد , فالمسئول مثله مثل أى سلعة عندما يخطىء أو يفقد صلاحيته تلجأ إلى استيراد مسئول
فما يحدث حولنا من فشل فى الادارة وتخبط فى مؤسسات الدولة وفساد فى كل أركانها يدعونى لأقتراح فكرة إستيراد مسئول !
وما أوحى لى بهذه الفكرة عند أجرائى مجموعة من الحوارات مع مسئولين أجانب ومدى انبهارى بما يمتلكوه من معلومات عن مصرنا الحبيبة والنظر الايجابى لحل مشكلاتها واعتبارها كنز مهمل لا يتم استغلاله بعكس المسئول المحلى إما أن يأتى ليفسد أو أن ينظر للفساد من بعيد دون تغيير وهذا فساد أيضاً .
وأذكر لكم أحد حواراتى مع نائب وزير الزراعة الفرنسى للقطاع البيطرى بمعرض أجرينا للانتاح الحيوانى والداجنى فعرض على مصر زراعة البحر أى أستخدام خيرات البحر من طحالب لا تنضب لاستغلالها فى صناعة مغذيات للحيوان عالية القيمة الغذائية فى الوقت الذى تعانى مصر من عجز فى توفير الذرة والصويا للتغذية الحيوانية ولا اخفى عليكم الحلول التقليدية للمسئول المحلى وهى زيادة رقعة زراعة الذرة وما فكر أحد منهم خارج الصندوق ذكر استنباط الشعيرأى أنهم استنفذوا ما بداخل الصندوق.
أما بالنسبة للشق الزراعى فسعدنى الحظ بالحديث مع السفير النرويجى بمؤتمر دعم التنمية الريفية الذى يقدم فيه الاتحاد الاوروبى دعم بميزانية 10 مليون يورو للريف المصرى على أن يطبق نظام الزراعة المشروطة أى تقديم الحوافز المالية مقابل تبطين المساقى – تسوية الارض بالليزر وتصنيع الكمبوست فى الوقت الذى يرفع المسئول المحلى الدعم عن محصول القمح الاستراتيجى فأى فكر هذا ياسادة !