إنــــتـــــاج الـــمــوالــــح (الجزء الثالث) – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / جديد*جديد / إنــــتـــــاج الـــمــوالــــح (الجزء الثالث)

إنــــتـــــاج الـــمــوالــــح (الجزء الثالث)

 

 

 

                                                   مــــادة عـــلــمــيــة

                                               د/ يــاســر عــبــد الـــحـــكـــيـــم

                                        أستاذ أقلمة النبات المساعد بمركز بحوث الصحراء

الأزهــــار والــتــلــقـــيــح فـــي الــمــوالــح

تحمل الأزهار علي النموات الحديثة والي تخرج بالتالي علي نموات عمر سنة أو اكثر وبصفة عامة تزهر الموالح في أوائل الربيع وتستغرق مدة التزهير حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كما تزهر بعض الأنواع مثل الليمون المالح والأضاليا علي فترات مختلفة طوال العام طالما كانت الظروف ملائمة لذلك . فإن كان إزهار الربيع كبيرا فان الإزهار خلال الفترات الأخري يقل بدرجة واضحة , وتظهر الأزهار في إباط النموات الحديثة وتعرف في هذه الحالة بالنورات الزهرية . وقد تختزل أوراق النموات الحديثة فتبدوا الأزهار كأنها خارجة علي الخشب القديم وتعرف في هذه الحال بالنورات الخشبية .

الــتــلــقــيــح والإخــصــاب

يحدث الإخصاب في ازهار الموالح عقب التلقيح ويبدأ تبعا لذلك تكوين الثمار . ومع أن معظم أصناف الموالح بينها توافق ذاتي وخلطي إلا أن هناك عدم توافق جزئي ذاتي وخلطي في بعض الأصناف . فمثلا في البرتقال الشاموتي واليافاوي واليوسفي كليمانيتن، تحتوي الثمار علي عدد أكبر من البذور إذا زرعت أشجارها مختلطة بأشجار أصناف أخري وعموما يمكن تقسيم ثمار الموالح بالنسبة لوجود البذور بها إلى أقسام ثلاثة :

1- الثــمــار كثــيــرة الــبــذور:

الثمار التي تحتوي علي بذور عديدة في غالبية الأصناف وأمثلتها البرتقال البلدي واليوسفي البلدين جريب فروت (دانكن) وبعض أصناف الليمون الأضاليا والليمون المالح والشادوك

2- الـــثــمــار قــلــيــلــة الــبـــذور :

والتي يطلق عليها عديمة البذور ومنها البرتقال الفالنشيا – هاملن – الشاموتيالجريب فروت (مارش)

 

 

3- الثـــمــار عــديــمــة الــبــذور :

وازهارها لا تحتوي علي حبوب لقاح خصبة أو تحتويها بنسبة قليلة أما بويضاتها الكاملة التكوين والقابلة للإخصاب فهي قليلة مثل أصناف البرتقال أبو سرة والليمون العجمي الويوسفي الساتزوما. ولا تحتوي ثمار هذا القسم علي بذور إلا عند زراعة أصنافها مختلطة مع الأصناف الأخري .

تــســـاقــط الأزهـــار والــثــمـــار

تنتج أشجار الموالح كميات كبيرة من الأزهار والثمار تفوق طاقتها علي إمداد هذه الأزهار والثمار بالغذاء اللازم لنموها وتطورها لتتنافس فيما بينها علي الماء والغذاء ونتيجة لذلك يسقط الكثير منها . وعموما يحدث التساقط في الأزهار قبل وبعد تفتحها وهي تشتمل علي الأزهار الناقصة التكوين والتي لم يتم تلقيحها وتبلغ نسبة هذا النوع من التساقط تحت ظروفنا المحلية حوالي 65% من جملة الأزهار . ويعد هذا التساقط طبيعيا وقد تزداد نسبته عن ذلك في حالة الأشجار الضعيفة أو نتيجة سوء إدارة البستان مثل تعريض الأشجار للعطش أو الري الغزير أو تعرض الأجار لرياح خماسينية أو نقص التسميد. وفي مرحلة عقد الثمار وبعدها يحدث تساقط الثمار المتكونة والنامية وقد تصل نسبة التساقط من الثمار النامية (خلال العشرين يوما الأولي من العقد) قرابة 98% من جملة الأزهار المتكونة . وبالرغم من ذلك فإن هذين النوعين من التساقط يعدان تساقطا طبيعيا حيث تعطي الأشجار بعد ذلك محصولا جيدا ما لم تحدث موجات شديدة من التساقط الغير طبيعي . وبالإضافة إلى ذلك فقد تسقط الثمار خلال فترة الحرارة العالية وقلة الرطوبة الجوية – يونيو ويوليو، ويعرف هذا النوع من التساقط بتساقط يويو ولا يمثل هذا النوع من التساقط إلا نسبة ضئيلة ولكنه أكثر ظهورا للعين من الأنواع السابقة من التساقط وذلك لكبر حجم الثمار في هذه الفترة . هذا وقد تسبب الظروف الجوية والزراعية الغير ملائمة رفع نسبة التساقط عن المعدلات السابقة مما يؤدي إلى قلة المحصول النهائي ، ويعتبر أي تساقط للثمار بعد أن تصل إلى ثلث حجمها الطبيعي وتصلب أعناقها تساقط غير طبيعي .

دورات الـــنـــمــــو

يتوقف عدد دورات النمو وكثافتها علي العديد من العوامل مثل الحرارة والرطوبة والحالة الغذائية. وتعطي أشجار الموالح ثلاث دورات للنمو. الأولي وهي الأكثر كثافة وهي دورة الربيع والثانية هي دورة الصيف والدورة الثالثة هي دورة الخريف المبكر وقد تعطي دورة رابعة أثناء الشتاء خصوصا عند اعتدال درجة حرارته . وتبدأ الدورة عادة بانتفاخ البراعم ثم تفتحها عن نموات خضرية أو زهرية أو كلاهما معا. وتزداد النموات في الطول حيث تتلون النموات الحديثة بلون أخضر مصفر أو أحمر بنفسجي كما في بعض أنواع الليمون.

الـــتـــكــاثــــر

يمكن لأشجار الموالح أن تتكاثر بالبذرة ، العقلة ، التراقيد ، التطعيم . ولكن الشائع في مختلف مناطق زراعة الموالح هو التطعيم علي أصول لإنتاج شتلات الأصناف المختلفة من الموالح علي نطاق تجاري .

1- أهــمــيــة ومــجــالات اســتـخــدام الــبــذور فــي الإكــثـــار :

من المعروف أن غالبية أنواع وأصناف الموالح ذات بذور عديدة الأجنة عند إنباتها ينتج خليط من البادرات بعضها خضري مطابق للصنف وناتج عن الأجنة الخضرية وبعضها جنسي يختلف عن الصنف وناتج عن الأجنة الجنسية . وعلي ذلك فإن اكثار الموالح بالبذور قد يعتبر إكثارا خضريا مثل طرق الإكثار الخضري الأخري. إذا أمكن استبعاد البادرات الجنسية وهو أمر صعب ولا يمكن التأكد منه عغلي النطاق التجاري. وهناك حدائق في بعض محافظات الصعيد من البرتقال البلدي والسكري وكذلك اليوسفي أشجارها ناتجة بالتكاثر البذري . ورغم شهرة بعض هذه الحدائق فإن أشجارها غير متجانسة ولا تمثل أصنافا بستانية . محددة توجد بين أشجارها إختلافات في النمو والإثمار والخصائص الإنتاجية قد لا يدركها المزارع في كثير من الحالات . ومن ناحية أخري فإن أشحار هذه الأنواع كأشجار بذرية نامية علي جذورها تكون حساسة وعرضة للإصابة بمرض تصمغ قاعدة الساق وهو أحد الأسباب التي يستخدم من أجلها التطعيم علي اصول في إكثر أصناف الموالح . وعلي ذلك لا يتم حاليا إكثار أصناف الموالح بالبذور ولا تستخدم البذور إلا في استخدام أصول للتطعيم عليها أو في الأغراض المختلفة للبحوث.

2- اســـتــخـــدام الــعـقــل والــتــراقـــيـــد فــي الإكــثـــار :

ليست للعقل أو التراقيد أهمية كبيرة في إكثار أصناف الموالح علي نطاق تجاري في الوقت الحالي. وقد كانت مستخدمة علي نطاق واسع في الماضي للإكثار الخضري مع الليمون البنزهير والليمون الحلو. ويرجع إنحسار استخدام العقل والتراقيد إلى حتمية استخدام اِلأصول في إكثار الأصناف البستانية للموالح من أجل التغلب علي بعض الأمراض الفطرية والفيروسية وكذلك بعض ظروف التربة والمناخ بالإضافة إلى فائدة استخدام بعض الأصول في تحقيق منافع إنتاجية (تأثير الأصول المقصرة، المنشطة ، التبكير في حمل الثمار ، الخصائص الثمرية …..الخ)

3- الـــتــكـــاثـــر بــالــتـــطــعــيـــم :

عرفنا مما سبق حتمية وضرورة إكثار الأصناف البستانية للموالح بالتطعيم عن اصول ذات خصائص ومواصفات خاصة . ويعتبر إنتاج أصول الموالح ورعايتها والتطعيم لإنتاج شتلات الأصناف المختلفة من الموالح من النشاطات المتخصصة في مجال مشاتل الفاكهة في مصر ومختلف الدول المنتجة للموالح .

 

العوامل المؤثرة في اختيار الأصول

تختلف الأصول المستخدمة لإكثار الموالح من بلد إلى آخر . ويتم تفضيل أصل علي آخر تبعا لمدي توافقه مع الاصناف المطعومة (متانة الإلتحام واستمراره) وتكيفه مع الظروف البيئية الخاصة بكل منطقة في المناخ، التربة، بالإضافة إلى سهولة الإكثار ومقاومة الأمراض السائدة بالمنطقة (الفطرية ، الفيروسية) ، ومدي جودة نمو وإنتاجية الأصناف المطعومة عليه وتبكيرها في الأثمار وامتداد عمرها الإنتاجي . ويتضح من ذلك إستحالة وجود أصل واحد تتوفر فيه جميع الصفات المثالية للتوعية باستخدامه في جميع الحالات ولذلك تتم المفاضلة بين الأصول بترتيب يبدأ بدرجة التوافق بين الأصل والصنف المطعوم ومدي القدرة علي تحمل الظروف البيئية السائدة بالمنطقة التي يراد استخدام الأصل فيها خصوصا فيما يتعلق بالأمراض الفطرية والفيروسية ثم خصائص التربة الكيماوية والطبيعية .

 

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس «زراعة الشيوخ»: «الملكية الفكرية» خطوة لتعظيم الاستفادة من البحث العلمى

قال النائب عبدالسلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إن إطلاق ...