الاسبرين بديلا للمبيدات يقلل الإصابة الحشرية بنسبة 80% – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / الاسبرين بديلا للمبيدات يقلل الإصابة الحشرية بنسبة 80%

الاسبرين بديلا للمبيدات يقلل الإصابة الحشرية بنسبة 80%

كثيرا ما سمعنا من أجدادنا أن وضع قرص من الاسبرين في الماء يمنح النبات حياة لأطول فترة ممكنة، لكن هل هذا الكلام صحيح وقائم على أسس علمية؟ وهل سيكون النبات منافسا للإنسان في استهلاك الأسبرين الذي نلجأ إليه جميعا لتسكين الآلام لرخص ثمنه مقارنة بالأدوية والمسكنات الأخرى؟ هذا ما كشفت عنه الدكتورة نهال الموجي الباحثة بقسم أمراض النبات بالمركز القومي المصري للبحوث.

وقالت: أن اكتشاف التأثير العلاجي للأسبرين في تثبيط حيوية ووقف نمو المسببات المرضية للنباتات من آفات وفطريات ممرضة عديدة، فضلا عن تحفيزه لآليات المقاومة الطبيعية للنباتات؛ مما يجعل الأسبرين بديلا آمنا للمبيدات الكيماوية على صحة الإنسان والبيئة، إضافة إلى إنخفاض تكاليفه بالمقارنة بالمبيدات المستخدمة حاليا.

وأضافت “الموجي”، أن الاتجاهات الحديثة لإيجاد بدائل آمنة للمبيدات على صحة الإنسان والبيئة، يمكن من خلالها حماية المحاصيل الزراعية من التدهور والإصابة بالأمراض والآفات التي تتراوح الخسائر الناجمة عنها ما بين 35 -50% من إجمالي الإنتاج الزراعي العالمي. وقد أجريت العديد من التجارب التطبيقية لتقييم فاعلية الأسبرين في مكافحة مرض عفن الجذور وتبقع الأوراق، وهما الأكثر الأمراض شيوعاً للنباتات.

وبدراسة تأثير المعاملة بالأسبرين بتركيزات مختلفة على المحصول سواء بمعاملة التربة والبذور قبل الزراعة بصورة منفردة، أو متبوعا برش المجموع الخضري في عمر البادرة. تبين أن معاملة البذور بالأسبرين قبل زراعتها بتركيز 0.3 % (3 جرامات أسبرين (للكيلوجرام من البذور) متبوعا بثلاث رشات بالأسبرين بتركيز 50 مليموز (50 جزيئا في المليون) من بداية عمر ورقتين حقيقيتين، وترك عشرة أيام بين كل رشة وأخرى، يحقق أفضل النتائج في مقاومة المسببات المرضية.

وقد أدى ذلك لإنخفاض نسبة الإصابة المرضية بنحو 80% كحد أدنى في أسوأ الظروف الحقلية مقارنة بالنباتات التي لم تعالج بالأسبرين، وهذه النسبة قابلة للزيادة مع تحسن الظروف الحقلية من حيث توفر المناخ ودرجات الحرارة المناسبين لاتمام نضج النبات، وتوفير المياه والعناصر الغذائية في التربة بصورة قابلة لامتصاص النبات لها والاستفادة بها.

ونصحت “الموجي” بفرش الأسبرين لمرة واحدة دون معالجة البذور قبل زراعتها لتوفير فترة حماية للنبات نحو 90 يوما بنسبة 70% على الأقل؛ وهو ما يؤكد إمكانية استخدامه كبديل آمن للمبيدات، خاصة أن الأسبرين من الإفرازات الحيوية التي تنتجها الخلايا النباتية كأحد مكونات المناعة الطبيعية للنبات ضد المسببات المرضية.

مما يجعل النباتات تتمتع بصحة جيدة وقدرة كبرى على الاستفادة بالعناصر الغذائية الموجودة في التربة، وبالتالي ارتفاع الجهاز المناعي الطبيعي للنبات، وقدرته على تحقيق مقاومة عالية للأمراض والآفات. ولفتت إلى أن رش النباتات بالأسبرين يقلل الحاجة لإستخدام المبيدات الكيماوية بنحو 70% على الأقل؛ وهو ما يؤدي لترشيد استخدام المبيدات وتلافي آثارها الضارة على صحة الإنسان والحيوان والبيئة على السواء.

وتابعت، أن استخدام الأسبرين في معالجة النباتات آمن تماما على صحة الإنسان والبيئة؛ حيث إن قرص الأسبرين الواحد الذي يتناوله الإنسان في صورته الدوائية عندما تتم إذابته في لتر ماء يكون تركيزه (ألف مليموز) بينما التركيز المستخدم لمعالجة النباتات لا يتعدى 50 مليموز.

ونوهت، أن كمية الأسبرين المستخدمة لا تصل كلها إلى الإنسان، وإنما نسبة ضئيلة جدا لا تكاد تذكر؛ حيث إن الرش يبدأ بعد عمر ورقتين حقيقتين؛ أي نحو 10 أيام من عمر النبات، ويحتاج النبات للرش 3 مرات بين كل مرة وأخرى 10 أيام، وبذلك تكون المرة الأخيرة وعمر النبات 40 يوما، بينما متوسط عمر النبات حوالي 160 يوما؛ أي يتبقى حوالي 120 يوما قبل الجني والحصاد.

وتلك الفترة تكفي لكي يمتص النبات خلالها ما يحتاجه ويكسره ليحوله إلى صورة يسهل تعامله معها، فضلا عن أنها كافية لكي يتخلص النبات تماما من أي بقايا للأسبرين في أنسجته.

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خبير نباتات: زراعة محصول الشاي في مصر يقلل فاتورة الاستيراد ويوفر العملة الصعبة

قال الدكتور خالد سالم، أستاذ بيوتكنولوجيا النباتات، إن المشروعات الزراعية الكبيرة التي ...