… البعد الرابع بمنظور زراعى…

قليلون هم من يقدرون الأبعاد الأربعة وخاصة في القطاع الزراعي … رغم ان لهذه الأبعاد كبير الأثر في تحديد جدوى اي نشاط زراعي وخاصة البعدين الثالث والرابع.
– عند البدء في التفكير لتأسيس مزرعة ما ، جميعنا نسأل اين تقع تلك الأرض ؟ وكم تبعد عنا ؟ و-هذا هو ” البعد الأول “.
– ثم من بعد ذلك نبدأ برفع مقاسات وابعاد تلك الأرض بقياس الطول والعرض ، وهذا هو ” البعد الثاني ” المساحة .
– ثم ننتقل لما يغفله كثير من صغار المستثمرين في قطاع إستصلاح الأراضي بل ويغفله بعض كبار المستثمرين بحيث لا يضعون في اعتبارهم دراسة وتحليل طبيعة طبقات الأرض على الأعماق المناسبة لمعرفة تركيبها ومحتواها من العناصر ، وايضاً لمعرفة وجود عروق صخرية او جيرية او طبقات صماء قد تعيق بعض العمليات الزراعية ، وكذلك معرفة مستوى الماء الأرضي بعده او قربه لما له من كبير الأثر على تحديد التركيب المحصولي او الشجري الذي يصلح ويتماشى مع طبيعة تلك الرض ، وهذا ما يمكن ان نسميه بـ ” البعد الثالث ” العمق.
– ثم نصل لـ ” البعد الرابع ” وهو بعد ليس بِمُستحدث ، بل بالعكس هو بعد كان اجدادنا يضعه في إعتباره ولا يغفله … ولكننا نحن ابناء هذا الجيل من أهمله وإستهان به.
وهنا أتحدث عن اخطر المعطيات التي يجب ان يعاد دراستها وتحليها ، ألا وهو ( الزمن ) وهو ما يطلق عليه في علم النسبية بـ ” البعد الرابع ” ، وهنا نتحدث عن الزمن بمنظور زراعي كان اجدادنا ومن سبقهم يحترمونه ويتبعون قواعدة تحت مسمى بسيط للغاية لفظاً ولكنه رائع وخطير عند التطبيق ، ألا وهو ( الدورة الزراعية ) وهي بالتعريف البسيط : هي تعاقب المحاصيل المختلفة تباعاً طبقاً لقواعد ومُنظمات تعمل على عدم الإخلال بالتركيب البيولوجي والكيميائي للتربة ، بحيث لا يستوطن مرض ولا يقل او يزيد عنصر ما في التربة مسبباً العديد من المشاكل التي يعاني منها غالبيتنا على الدوام .
وهنا نستطيع ان نقول ان ( الزمن ) هو العامل الذي تغافلناه جميعاً في تخطيطنا لإدارة منظومتنا الزراعية ، مما تسبب في كل ما نواجهه من إستيطان لأمراض وآفات وإعتمادنا على العلاجات والمسكنات الكيميائية التي ما تسببت إلا في ظهور سلالات جديدة من الآفات والحشرات والفطريات وغيرها مما يصيب النبات والحيوان بل والإنسان أيضاً.
فكيف ؟ ومن أين نبدأ ؟
لكي نعيد وضع خارطة زراعية تضع في إعتبارها … الـبـعـد الـرابـع