حيل دفاعية للنباتات للحفاظ على الحياة – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / جديد*جديد / حيل دفاعية للنباتات للحفاظ على الحياة

حيل دفاعية للنباتات للحفاظ على الحياة

ظاهرة التأثير المتبادل للنباتات
تعرف ظاهرة الـAllelopathy أو التضاد الاحيائى الكيماوى بانها عملية تتضمن افراز النباتات لمركبات اضافية ثانوية تعرف بالاليلوكيميائيات الى الوسط المحيط بها (التربة) لتثبيط أو اضعاف نمو وتطور النباتات الاخرى النامية بجانبها وتقوم النباتات بهذا الاجراء للتخلص من نباتات تنافسها او قد تنافسها على الغذاء والماء والحيز ، ومثال ذلك…
– نبات الشوك (سيرازيم) يضعف من نمو نبات الشوفات
– نبات اللبنية (الحلاب) يضعف من نمو نبات الكتان.
– نبات الكتان يضعف من نمو نبات القمح.
وقد وجد أن ثمار التفاح المتخلفة على سطح التربة تفرز مادة الايثيلين CH2=CH2 الذى يؤثر فى نمو النباتات الاخرى ، وتفرز المواد الكيميائية من المجموع الجذرى او الخضرى أو البذور أو الثمار أو المتخلف عنها وقد تكون الافرازات فى صورة سائلة أو صلبة او غازية ومعظم المواد المفرزة عبارة عن :
– مركبات فينولية والدهيدات وكومارينات وجلوكوسيدات وتربينات.
وهنا يمكن القول بأنه قد يحدث التأثير الاليلوباثى بين النباتات من النوع ذاته ويطلق علي ذلك مصطلح السمية الذاتية وهى معروفة فى عدد من النباتات مثل نبات البرسيم الحجازى ونبات Asparagus officinalis.
وقد بينت الدراسات الحديثة ان المتخلفات الورقية لنبات الكافور تفرز مواد فينولية تصل الى التربة تؤثر على النباتات العشبية وتختلف هذه التأثيرات تبع نوع التربة فقد اثبتت الدراسات الحديثة ان المتخلفات على التربة الطينية اكثر ضررا عنه فى التربة الرملية وربما يتطلب ذلك ان :
اولا : التحلل السريع للمركبات الفينولية بواسطة الكائنات الدقيقة في التربة الرملية جيدة التهوية
ثانبا : الغسيل السريع للمركبات الفينولية الى الطبقات السحيقة من التربة الرملية.
ثالثا : قلة المواد الغزوية فى التربة الرملية مما يؤدى الى فقر التحولات فى المواد الفينولية.
ومن الدراسات السابقة يتضح ان :
عدم قدرة نبات البطاطس والطماطم وغيرها من نباتات الفصيلة الباذنجانية على النمو طبيعيا فى التربة بالقرب او مكان اشجار الجوز يعود بالدرجة الاولى الى ان من متخلفات اشجار الجوز مادة الجوجلون واثبتت الدراسات المعملية ان مادة الجوجلون اذا اضيفت الى ماء الرى يضعف نمو النباتات وغالبا يميتها.
– من الملاحظ هنا عدم قدرة النباتات العشبية مثل القمح والدخن والشعير على النمو او النمو الجيد بالقرب من او عقب نبات الشيح المر ويعود هذا الى تكوين مادة الابسنتين وهى مرة المذاق تفرزها غذذ على اسطح اوراق الشيح تنتقل خلال الندى ومياه الامطار الى التربة وتمنع او تؤثر على نمو النباتات الاخرى حتى على بعد عدة امتار.
– نباتات السلفيا فى جنوب كاليفورنيا بأمريكا يتخلف عنها مواد تربينية طيارة تمنع نمو النباتات العشبية حولها الى مسافة 300م تليها منطقة ضعيفة النمو لمسافة 6م كما ان وضع جرام من بقايا اوراق السلفيا فى ناقوس زجاجى ادى الى موت نبات الخيار آلية عمل Allelopathy.
كما انه هناك عدة اليات لهذا التأثير منها :
– التأثير على DNA مثل alkaloids.
– التأثير على نشاط الميتوكوندريا وجهاز التمثيل الضوئى مثل quinones.
-التأثير على الهرمونات النباتية امتصاص العناصر الغذائية والاتزان المائى مثل (المواد الفينولية).
– التأثير على مكونات التربة الحية او غير الحية مما يسبب اخلال فى الاتزان الغذائى للتربة (تغير الحموضة او القلوية).
– بقايا المنتجات الثانوية يمكن ان تكون بيئة خصبة لنمو بعض الكائنات الممرضة .
واخيرا يمكن القول ان التاثير الضار للمخلفات الزراعية يرجع احيانا الى افراز المواد الكيميائية Allelopathy حتى بعد اقتلاع او موت النباتات المفرزة ووجود هذه المواد يضر بصحة التربة ومن ثم المحاصيل التالية له.
اعداد: د. مصطفى السيد السيد عبد السلام
استاذ باحث بقسم المحاصيل الحقلية
المركز القومى للبحوث

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس «زراعة الشيوخ»: «الملكية الفكرية» خطوة لتعظيم الاستفادة من البحث العلمى

قال النائب عبدالسلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إن إطلاق ...