كتاب : إستصلاح الأراضى الصحراوية الجديدة – جريدة المزرعة


الرئيسية / مقالات / كتاب : إستصلاح الأراضى الصحراوية الجديدة

كتاب : إستصلاح الأراضى الصحراوية الجديدة

       مــن الـــمـــكـــتـــبـــة الـــزراعـــيـــة

     يصحبكم فيها :  محمد زين العابدين                    

               كتاب : إستصلاح الأراضى الصحراوية الجديدة

للأستاذ الدكتور : صلاح يوسف فهمى – شعبة مصادر المياه و الأراضى الصحراوية بمركز بحوث الصحراء  صادر عن : الإدارة العامة للثقافة الزراعية- وزارة الزراعة – مصر .  

 صارت الضرورة ملحة أكثر من ذى قبل للتعامل الجيد مع الأراضى الصحراوية الجديدة ولاعتبارات كثيرة فشلت عدة محاولات لاستصلاح الأراضى بعد بضعة سنوات من إتمامها لعدة عوامل ، منها عوامل فنية و عوامل أخرى ترجع لغياب الخبرة بطبيعة الأراضى الصحراوية أو العوامل الإقتصادية والإجتماعية و يتناول هذا الكتاب الآفاق الجديدة لزراعة المناطق الصحراوية ، و يهمنا بالأساس التعرف على أهم الملامح لاستصلاح الأراضى الجديدة و المقومات اللازم أخذها فى الإعتبار لكى ينجح أى مشروع فى هذه المناطق الجديدة .

أولاً كيف نتعرف على مشكلات الأراضى الصحراوية ؟ هناك مجموعات نباتية تشير إلى سيادة الملوحة و الغذق بالمنطقة مثل السمار والبوص و أخرى تشير إلى ملوحة التربة فقط مثل القطف و أخرى تشير إلى الجفاف فقط مثل الأكاسيا و الشوكيات ، و يستطيع علماء البيئة النباتية تحديد مشاكل الأراضى المتصحرة بسهولة من خلال مظاهر سيادة بعض النباتات دون غيرها ،و هنا تجدر الإشارة إلى أن تغيير الغطاء النباتى بآخر يغير من التنوع البيولوجى للمنطقة ككل ، فقد أدت مثلاً تجربة زراعة القمح فى بعض مناطق الزراعة المطرية بالساحل الشمالى الغربى بمنطقة غرب مرسى مطروح إلى الإضرار بالغطاء النباتى الطبيعى الذى تعتمد عليه المجتمعات الرعوية الموجودة بالمنطقة مما تسبب فى مشاكل مع البدو الذين يعيشون بالمنطقة ولذا لا بد من مراعاة إعتبار هام عند استصلاح الأراضى ، و هو الحفاظ على الغطاء النباتى الموجود بالمنطقة و إكثاره بجانب استغلال المساحات فى زراعة المحاصيل الإستراتيجية كالقمح .                                                                                 من أهم الإعتبارات الواجب الاهتمام بها عند زراعة الصحراء : مصدر المياه : فهو العامل الحاكم الذى بدونه لا يمكن زراعة أى منطقة و بالأخص الصحراء و السؤال الذى ينبغى أن يسأله من يريد استثمار أمواله بالصحراء هو كيف يضمن استمرارية المصدر المائى الذى يمد مشروعه الزراعى بمياه الرى الصالحة للزراعة حيث تشمل مصادر الرى المتاحة فى مصر ما يلى :-  أولاً : المياه السطحية المحلية : و هى مياه الأمطار التى تروى بعض المساحات فى مصر إذ تعتمد بعض المناطق فى ريها على مياه الأمطار مثل الساحل الشمالى الغربى من مريوط إلى السلوم حيث تتراوح معدلات المطر بها بين 120-150 ملليمتر فى السنة ، و الساحل الشمالى الشرقى من القنطرة حتى رفح و غزة و تصل معدلات الأمطار بها بين 150-280 ملليمتر فى السنة ، و عموماً يخضع رى الأراضى المستصلحة بمياه الأمطار لحسابات دقيقة مناخية و طبوغرافية من خلال معرفة أماكن ومواعيد سقوط الأمطار ، و بالتالى تخزينها و الاستفادة بها ، و لعل مشروعات تنمية الساحل الشمالى الممتدة من العلمين حتى السلوم قد وضعت ضمن أولويات أهدافها تأمين مصدر الرى وذلك من خلال بعض الإجراءات مثل نشر الخزانات الأرضية لاستيعاب مياه الأمطار مع ما يلزم ذلك من أعمال مساحية و طبوغرافية لتحديد مسارات الأمطار وتغير اتجاهاتها ، و نشر تقنيات رفع المياه من الآبار السطحية و التى تجمع مياه الأمطار المخزنة بالتربة فى الطبقات السطحية من 5-20متر من سطح التربة لرى مساحات الأراضى بكل منطقة وقد كان هناك مشروع فى الستينات والسبعينات ما بين هيئة تعمير الصحارى و منظمة الفاو لاستغلال طاقة الرياح فى تشغيل الآبار السطحية بهدف استخراج المياه ، و كان قد تم إنتاج المراوح من أحد المصانع الحربية المصرية حيث نشرت التقنية على امتداد الساحل الشمالى من مريوط إلى السلوم و زرعت عليه مساحات عديدة و تجرى حالياً محاولات لإحياء الطريقة مرة أخرى سواء باستخدام طاقة الرياح أو باستخدام الطاقة الشمسية ، و إنشاء السدود و الهرابات التى تساعد على تحويل مسار مياه الأمطار لتتجمع فى مناطق التخزين أو لاستخدامها فى الرى مباشرة للأشجار المنتشرة  فى المنطقة مثل الزيتون و التين .     ثانياً : المياه السطحية غير المحلية : و يقصد بها مياه النيل و التى تمثل حوالى 90 % من الموارد المائية لمصر و لذا تعتمد عليها الزراعة بشكل رئيسى و لكن هناك تناقص مضطرد فى نصيب الفرد فى مصر من مياه النيل و تهديدات خطيرة تواجه وفرة المياه فى مصر حالياً بعضها يرجع إلى الإستخدام غير الرشيد للمياه والبعض الآخر نتيجة الصراع على المياه بمنطقتنا ومن الإيجابيات أن هناك اتفاق حالياً بين وزارتى الزراعة و الرى على عدم التصريح باستخدام نظم الرى التقليدية فى الأراضى الجديدة .        المياه الجوفية : و هى بدورها تنقسم إلى نوعين هما المياه الجوفية المحلية كتلك الناتجة عن تجمع الأمطار أو السيول فى باطن الأرض ، مثل الموجودة فى الساحل الشمالى الغربى و الشرقى و وديان سيناء و سواحل البحر الأحمر و يلزم عند استغلال هذه المياه عمل دراسات جيولوجية وهيدرولوجية مستفيضة حول مصدر هذه المياه   و ظروف تدفقها و نوعيتها لضمان مدى استمرارية تواجدها بما يضمن الإستدامة المطلوبة للمشروع كما يجب عمل دراسة جيوفيزيقية لظروف تواجد هذه المياه بحيث تحدد تحديداً دقيقاً مكان حفر الآبار حتى لا يتم صرف أموال دون فائدة فى دق الآبار خاصة و أن نوعيات المياه الجوفية الجيدة تتواجد على أعماق بعضها سحيق قد يصل لأكثر من 200 أو 300متر ويعتبر الحفر العشوائى للآبار من أهم المشكلات التى تواجه التنمية الزراعية فى المناطق الجديدة كما أن من الأشياء السلبية فى هذه المناطق أن معظم المزارع التى تروى بمياه الآبار تتبع نظام الرى السطحى والذى يستهلك كماً ضخماً من المياه وبخاصة فى ظروف الجفاف التى تعانى منها عديد من المناطق كالواحات كما أن من الضرورى عمل تحليل دورى للمياه لتجنب التملح الزائد مع ما يصاحبه من تدهور فى صفات الأرض و النبات و لضمان خلو المياه من الملوثات التى تطرأ على بعض المناطق من خلال التسرب السطحى كما فى منخفض وادى النطرون و منطقة الخطاطبة و اللتان تلوثتا بمياه الصرف الصحى و الصناعى . أنواع التربة فى مناطق الإستصلاح :- الأرض الرملية و علاج عيوبها : و هى تشكل نسبة عالية فى الصحارى المصرية وهى تتسم بتفكك بناء التربة و خشونة قوامها و عدم احتفاظها بالرطوبة وبالتالى المغذيات و لذا فهى فقيرة عموماً فى كل المقومات الطبيعية للإنتاج الزراعى ، و تحتاج إلى عمليات تحسين لخصوبتها لإدخالها فى منظومة الإنتاج حيث تحتاج إلى تثقيل قوامها بإضافة المحسنات الطبيعية مثل الطفلة وهى أفضل من المحسنات العضوية كالسماد البلدى و الكومبوست أو المحسنات الصناعية كالمخلفات البترولية ،كما أنها تحتاج إلى تحتاج  إلى نظام تغذية مستمر ، سواء عن طريق محسنات القوام المخصبة كالكومبوست المخصب أو نظم الرى المزود بالأسمدة كما تحتاج التربة الرملية إلى حمايتها من السفى بالرياح عن طريق إنشاء مصدات الرياح ونظم تثبيت الرمال لتفادى انتقال سفى الرمال منها و إليها ، كما تحتاج إلى نظم رى محكمة لأنها سريعة الفقد للمياه و يلزم استخدام نظم الرى الحديثة بها كالرى بالتنقيط أو الرش أو الرى الأنبوبى أو تحت السطحى لأنه الأنسب لها .     الأراضى الجيرية وعلاج عيوبها : وهى تتواجد بشكل مكثف فى الساحل الشمالى خاصة الغربى وتتسم باحتوائها على نسبة مرتفعة من كربونات الكالسيوم و التى تختلط أحياناً بكبريتات الكالسيوم(الجبس) وتعتبر التربة جيرية إذا زاد محتواها العام من كربونات الكالسيوم عن10 % ، و نظراً لضعف ذوبان الكربونات فإنها تتسم باللزوجة الشديدة فى وجود الماء مما يضعف حركة الماء فيها ، وعند جفاف التربة الجيرية تتصلب بشكل قاسى و تتشقق إلى قطع غير منتظمة مما يؤدى لموت البادرات فيها إذا لم تضبط الرطوبة كما أن من أبرز مشكلاتها عدم تيسر العناصر الغذائية بها بسبب احتوائها على الكربونات بنسبة عالية حيث يحدث عدم تيسر بصفة خاصة للفوسفور و الحديد و المنجنيز و العناصر الصغرى ، و لعلاج عيوب الأراضى الجيرية و إدخالها فى منظومة الإنتاج يلزم إجراء بعض العمليات التى من أهمها : إضافة المادة العضوية بشكل منتظم لتحسين قوامها و خصوبتها وقدرتها على الإحتفاظ بالرطوبة و الإستعانة بالأسمدة الورقية المخلبية والعناية بالرى حيث يلزم عدم ترك هذه الأراضى لتجف و تتشقق ولذا يوصى بتقليل الفترة بين الريات حتى يحصل النبات على احتياجاته بسهولة و يسر و تعتبر الأراضى الجيرية واعدة حيث أنها بالرغم من عيوبها يتميز قوامها عموماً بالنعومة وهى ميزة تساعد فى تثبيت النباتات و عند علاج عيبها الرئيسى المتمثل فى احتوائها على الكربونات تعطى نتائج مبهرة كما حدث فى عدة مناطق مثل غرب النوبارية و مشروع بنجر السكر و شمال مديرية التحرير و الساحل الشمالى عموماً .           الأراضى الطفلية وعلاج عيوبها: وهى تتسم بلونها الداكن و قدرتها العالية على الإحتفاظ بالرطوبة ولكنها أيضاً شديدة الإحتفاظ بالأملاح مما يصعب من حركة المياه فيها ونظراً لانتشار أكاسيد الحديد المختلفة بها تكتسب لوناً رمادياً أو بنياً محمراً وترجع أهمية الأراضى الطفلية إلى قابليتها للإستغلال تحت ظروف مقننة تسمح بالاستفادة من تواجد الرواسب الطينية بها إذ يمكن نقل هذه الرواسب خاصة عند وجودها بسمك كبير إلى المناطق الأخرى خفيفة القوام لتحسين قوامها ، و قد اتبعت هذه التقنية فى بعض مناطق الخطاطبة حيث أمكن بواسطتها زراعة مساحات كبيرة باستخدام الطفلة المحلية المنتشرة بالمنطقة .                                                                    الأراضى الملحية : و تنتشر تحت مختلف الظروف ولعدة أسباب حيث توجد فى الأراضى الرملية الخفيفة وكذلك الثقيلة الطينية وقد تحتوى على أملاح ذات تركيز عال و لكنها سهلة الغسيل مثل أملاح كلوريد الصوديوم وعلى العكس قد تحتوى على تركيزات ملحية منخفضة نسبياً و لكن يصعب التخلص منها و تؤثر سلبياً على الأراضى مثل أملاح بيكربونات الصوديوم و التى تسبب القلوية و قد أدى تطور التقنيات الحيوية إلى وجود سلالات حالياً من الميكروبات عالية الكفاءة لتخصيب الأراضى الملحية ومساعدة النباتات على التأقلم مع ظروفها ويجب علاج مشكلة ملوحة التربة وعدم إهمالها لأن الأملاح التى تذوب فى الماء الأرضى مثل أملاح الصوديوم و البوتاسيوم تتسبب فى زيادة الضغط الأسموزى لمحلول التربة مما يصعب على النبات امتصاص الماء من التربة كما يؤدى وجود الأملاح الذائبة بنسبة عالية إلى إعاقة الإستغلال الزراعى للتربة نظراً لحساسية عدد كبير من المحاصيل الإقتصادية للملوحة مما يستلزم عمل غسيل للأملاح كل فترة خاصة بين المواسم الزراعية لضمان ثبات مستوى الأملاح عند الحد الآمن للمحاصيل .                                                                                       نظم الرى المطور و مزاياها : 1- الرى تحت السطحى : وهو إمداد النبات بالماء تحت سطح التربة وهى طريقة  جيدة من حيث توزيع المياه بشرط استواء سطح الأرض وخلوها من الأملاح وبنائها الجيد وبعد الطبقات الصماء عن السطح و هى تصلح لرى حدائق الفاكهة و تصل كفاءة هذه الطريقة لحوالى 75 %  كما يوجد رى سطحى متطور تصل كفاءته إلى 65-80 % حيث يتم توصيل المياه إلى أنابيب ذات فتحات لتوصيل المياه مباشرة إلى خطوط الزراعة و من أهم مميزات هذه الطريقة توفير الأسمدة الكيماوية حيث تضاف مع ماء الرى فى صورة ذائبة تمكن العناصر الغذائية من الوصول مباشرة إلى منطقة الجذور مع ضمان عدم فقدها فى التربة .            2- الرى بالتنقيط : وهو نظام يكفل توصيل المياه إلى النبات مباشرة دون فواقد تذكر فى نقل المياه من مصدرها ولذا يعتبر من أفضل الطرق التى ينصح بها فى الأراضى المستصلحة حديثاً خاصة الرملية الخفيفة وعلى الرغم من أنه قد يصاحبها بعض المشاكل مثل التكلفة العالية مع النمو المحدود للجذور ، إلا أن من أهم مميزاتها أنها تصلح فى حالة زيادة ملوحة التربة و ماء الرى بشرط غسيل التربة فيما بين مواسم الزراعة و مناسبتها للتربة ذات النفاذية العالية، و توفيرها للماء للنبات بصفة مستمرة وفقاً لاحتياجاته المائية و كفاءتها العالية التى تصل إلى 85-95 % ، و صلاحيتها للأراضى غير المستوية و توفيرها للأسمدة الكيماوية حيث تضاف مع ماء الرى فى صورة ذائبة تمكن العناصر الغذائية من الوصول مباشرة لجذور النباتات ، كما أنها تزيد المساحة المنزرعة نتيجة توفير المساحات التى تشغلها قنوات الرى فى النظم التقليدية .  3- الرى بالرش : وهو من أنسب الطرق لرى الأراضى الجديدة و هو يعتمد عليه فى رى المساحات الكبيرة ، و فيه يتم ضغط المياه بقوة عالية من خلال مواسير تنقل المياه إلى رشاشات على صورة رذاذ يبلل سطح الأرض و النبات فى وقت واحد و توجد تصميمات مختلفة لنظام الرى بالرش تشمل : – ( أ ) الرى بالرش النقالى : و هو يناسب المساحات الصغيرة بحيث تتحرك خطوط الرى على عجل لرى المساحة .    ( ب ) الرى بالرش بالبندقية : و يمكنه رى مساحة تصل إلى 2 فدان دفعة واحدة من مسار آلة الرى التى تتحرك على عجلات و بقوة دفع هيدروليكية .                                       ( ج ) الرى بالرش المحورى ( بجهاز البيفوت )  Pivot sprinkler: و هو يصلح للمشروعات الضخمة حيث يمكن للمحور الواحد رى مساحة تصل إلى 50-100 فدان دفعة واحدة .

                                     *************************************

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ما هي طريقة إعداد الكومة

ما هي طريقة إعداد الكومة –  يتم عمل كومة بعرض مترين وطول ...