لاعتبارات الواجب مراعاتها عند إنشاء مزارع النعام د / خالد محمد أحمد محروس – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / لاعتبارات الواجب مراعاتها عند إنشاء مزارع النعام د / خالد محمد أحمد محروس

لاعتبارات الواجب مراعاتها عند إنشاء مزارع النعام د / خالد محمد أحمد محروس

الاعتبارات الواجب مراعاتها عند إنشاء مزارع النعام
بقلم وإعداد
دكتور / خالد محمد أحمد محروس

أستاذ مساعد بقسم الدواجن – كلية الزراعة – جامعة الزقازيق – مصر
ونائب رئيس تحرير مجلة Nature الطبعة العربية سابقًا
عضو الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
ostrichkhalid@hotmail.com

تتعدد مصادر الثروة الحيوانية وتتنوع بمميزات لكل منها ولكن اللافت للنظر خلال السنوات الأخيرة هو إقبال المستهلكين في أنحاء العالم على مصادر الغذاء الأكثر أمنًا، للحفاظ على معايير غذائية صحية بعيدا عن أمراض سوء الهضم والبدانة وتصلب الشرايين. حيث اكتشف الخبراء مؤخرا أن لحوم طائر النعام هي الأفضل كغذاء صحي عالي البروتين ومنخفض الدسم في نفس الوقت. ولقد لقيت تربية النعام في الآونة الأخيرة اهتماما عالميا وازداد الطلب على جميع منتجاته من لحوم و جلود وريش و غير ذلك, كما ازدادت الحاجة إلى معرفة طبيعة و خصائص و سلوك و صفات هذا الطائر وكذلك معرفة طرق تربيته و تغذيته و كيفية إدارته على مستوى المزارع. وقد انتشرت تربية النعام في معظم الدول العربية مثل جمهورية مصر العربية و المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة و دولة الكويت و سوريا.
والنعام هو أكبر الطيور حجما على وجه الأرض و يتبع فصيلة الطير الذي يجرى (Ratitae) وقد قام بتسميته العالم لينيس عام 1758 باسم (Struthio camelus) كما يطلق على النعام اسم Camel bird أي الطائر الجمل وذلك لتشابهه مع الجمل من حيث معيشته الصحراوية حيث أنه مكيف للعيش في الصحراء.
بعض صفات وخصائص طائر النعام وعلاقتها بإنشاء المزارع:
1ـ غير قادر على الطيران و يستطيع الجري بسرعة تصل إلى 65 كيلومتر/ الساعة, فهو طائر عداء حيث تحتوى قدمه على إصبعين فقط أحدهما كبير وهو الذي يحمل تقل جسم النعام و نتيجة لقلة عدد الأصابع فإن القدم تلامس الأرض من مساحة قليلة مما يوفر السرعة الكبيرة لهذا الطائر, بالإضافة إلى ذلك, فإن أرجل النعام متطورة حيث تبدأ عضلة أرجله القوية عند الكعب بارتفاع حوالي 60 سم من الأرض.
2ـ النعام طائر صحراوي ويعتبر من آكلات العشب (تتكون عليقة النعام من البرسيم و العلف المصنع) كما أنه يبتلع أي شئ من المعادن والأخشاب, لذا يجب توخي الحرص والحذر من وجود أي شئ من هذا القبيل في ملاعب النعام.
3ـ يمكن للنعام أن يرفس بأرجله للأمام وليس إلى الخلف أو الجنب وتصل قوة الرفسة إلى 225 كجم لكل بوصة مربعة, ويمكن للنعام بواسطة أرجله أن يشق فتحة في شخص تمتد من قمة رأسه إلى قدمه بكل سهولة مما يؤدى إلى موته, لذا لا بد من اتخاذ الحيطة عند التعامل مع النعام و خاصة الذكور في موسم التناسل.
4ـ للنعام بصر حاد وقوي بدرجة فائقة, إذ يمكن للطائر أن يدقق النظر على مسافات بعيدة مما يكفل له الأمن والحماية له ولباقي الطيور بجانبه ولذلك إذا أخذنا هذه الصفة في الاعتبار إضافة إلى الأرجل القوية لأدركنا أهمية أن تكون تحركات العمال المخالطين للطيور أن تكون هادئة و بطيئة وبدون إحداث إزعاج للطيور، إذ أن الطيور رد فعلها غريزي وخاصة عند تواجدها في مجموعات فإذا ما تحرك طائر حركة فجائية سوف يتبعه الباقون مما يعرض الطيور والعمال للخطر.
5ـ طائر النعام مخلوق غير ذكي وحجم مخه يساوي تقريبا حجم العين ويزن المخ حوالي 40 جرام وليس صحيحا ما يشاع عن جبن النعام وأنه يدفن رأسه في الرمال في حالة الذعر أو الخوف, وإنما تقوم الطيور بوضع رقبتها ممددة على الأرض كمحاولة منها للتمويه.
وعند إنشاء مزارع النعام يجب مراعاة النقاط التالية:
1ـ أن يكون موقع المزرعة بعيدًا عن الضوضاء.
2ـ أن يكون بعيدًا عن المصارف والمستنقعات ومصادر التلوث.
3ـ أن يكون بعيدًا عن مزارع الدواجن ما أمكن.
4ـ يفضل الأراضي الصحراوية الرملية المحتوية علي نسبة من الزلط الناعم الملبس وبأحجام متوسطة.
5ـ يفضل إبعاد حظائر الطيور ( خاصة الكتاكيت ) عن شبكات الصرف الصحي للمباني.
6ـ يفضل توفير مصدات الرياح الطبيعية.
7ـ أن تنتهي أعمال الإنشاءات قبل وصول الطيور المزرعة حيث أن استكمال الإنشاءات في وجود الطيور يشكل إجهاد (Stress ) عليها و يؤثر سلبيًّا علي الإنتاج وعلي طباع هذه الطيور.
8ـ ضرورة فصل موقع مركز الإكثار (Incubator & Hatcher Building  ) عن باقي أقسام المزرعة ( حظائر الطيور ).
9ـ منع الزيارات ما أمكن وبصفة خاصة لمركز الإكثار.
10ـ تنفيذ الإنشاءات بخامات سهلة التنظيف وسهلة التطهير.
11ـ أن يخدم التصميم الهندسي المزرعة ( Layout OF The Farm  ) حركة العاملين بالمشروع التي يجب أن تكون في خط ذو اتجاه واحد بحيث يكون: في صالة الحضانات إلى صالة الإكثار والعكس ممنوع. وكذلك من حظائر الطيور السليمة إلى حظائر عزل الطيور المريضة والعكس ممنوع ؛ من حظائر الطيور الأصغر إلى حظائر الطيور الأكبر والعكس ممنوع.
12ـ أن يكون بعيدًا عن أي مصدر للضوضاء وبخاصة المطارات، وهذه النقطة في غاية الأهمية، لان النعام ما زال يحتفظ بحالته البرية حتى الآن وأي ضوضاء سوف تؤثر على أداء النعام وقد يؤدي به الحال إلى هدم سور المزرعة والهروب منها.
13ـ الدقة الشديدة في اختيار طيور النعام من مصدر موثوق منه والتأكد من أـنه تم اختيار الطيور المناسبة ، مع الأخذ في الاعتبار أن سلالة النعام الأسود الأفريقي هي الأكثر ملائمة انتشارًا وهي السلالة الوحيدة المستأنسة والمنتشرة على مستوى العالم.
14ـ يراعي تنفيذ الإنشاءات بخامات بسيطة بقدر الإمكان وسهله التنظيف والتطهير.
15ـ يشترط توافر المياه الصالحة لشرب الطيور وتوضع في أحواض أسمنتية مبطنه بالسيراميك علي أن تكون تحت مظله لمنع ارتفاع درجة حرارة المياه في فصل الصيف.
16ـ يجب توفير مساحة مغطى بمظلة لقرابة12-30% من المساحة الكلية للحظيرة.
17ـ أن تتوافر بالمزرعة مخازن للأعلاف الجافة بالاشتراطات والمواصفات الفنية ومراعاة درجة الحرارة، التهوية، الرطوبة، والبعد عن مصادر التلوث.
18ـ مراعاة أن تكون الأسوار بين الحظائر وبعضها عالية بقدر الإمكان ولا يقل ارتفاعها عن 2 متر وأن تكون من الطوب أفضل من السلك.
19ـ يجب وضع أحواض و بها مطهرات (مثل الفينيك) لتطهير وتعقيم الأرجل والأحذية قبل الدخول وبعد الخروج من المزرعة وتغييرها باستمرار.
20ـ مراعاة التوسع المستقبلي في المزرعة.
حظائر طيور النعام ومساحاتها:
وطائر النعام طائرًا صحراويًّا يستطيع التأقلم تحت ظروف مناخية مختلفة وعليه يمكن تربيته في مزارع بالمناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية نظرًا لمقدرة هذا الطائر على العيش في درجات حرارة عالية شريطة ألا تكون مصحوبة بدرجات رطوبة مرتفعة، وتبلغ درجة حرارة جسم النعام في الظروف الطبيعية حوالي 39.5 م° وعليه يستطيع المحافظة على درجة الحرارة هذه دون تبدل حتى لو وصلت درجة حرارة الجو إلى 51 م°، هذا ويمكن تربية النعام في كافة الأراضي شريطة توفر المساحة المناسبة من الأراضي حيث لا يمكن تربيته ضمن حظائر أو أقفاص كباقي أنواع الطيور ويجب أن تكون المزرعة محاطة بسور من أو الطوب أو الأسلاك وأن لا يقل ارتفاعه عن 2.5 م مع مراعاة عدم وجود حواف حادة أو خشنة في السور كي لا يؤدي لإصابة الطيور بجروح عند ارتطامها أو احتكاكها به وأن يكون السور مرتكز تماما على سطح الأرض منعا لدخول أي حيوان غريب لداخل المزرعة ويجب أن تكون أرضية المزرعة نظيفة تمامًا وخالي من المعوقات كالأشجار والأعمدة وغيرها بحيث تتيح للطائر حرية الحركة لأنها ضرورية له. هذا وتحتاج الكتاكيت (الصيصان) الصغيرة لمأوى مزود بمصدر حراري يؤمن الحرارة المناسبة بحيث يطل هذا المكان للخارج (مسرح) لرعي الكتاكيت (الصيصان) وللاستفادة من أشعة الشمس لفترة محدودة خلال النهار، وتتراوح نسبة الرطوبة المسموح بها في حظائر كتاكيت النعام من 50-60%.
ويحتاج النعام لمساحة قدرها 1000 م2 لأسرة مكونة من ذكر واحد وأنثيين. أما في التربية المكثفة فإنه يحتاج لمساحة 300م2 وتحتاج الطيور الصغيرة من عمر /2-4/ أشهر لمساحة 15 م2 لكل طائر وبعد معرفة جنس الطائر يتم فصل الذكور عن الإناث. هذا ويجب إشادة مسكن ضمن المسرح بحيث لا يقل ارتفاعه عن ثلاثة أمتار وذلك لعزل الطيور المصابة أو لحمايتها من الظروف الجوية الشديدة.
         تتفاوت المساحة التي تحتاجها طيور النعام طبقا لعده اعتبارات أهمها: إمكانيات المربي– الغرض الإنتاجي–عمر الطائر- مساحة الأرض المتاحة. ويجب عند إنشاء حظائر طيور النعام مراعاة الاعتبارات الآتية:
1- يجب أن تكون حظائر إيواء الكتاكيت من المباني و بميول تجاه مجارى الصرف حتى يسهل تنظيفها و تطهيرها وتستخدم هذه الحظائر للإيواء، و يجب توفير حوش خارجي مزود بمظلة تغطى جزء من المساحة حوالي 20 % لحماية الكتاكيت من أشعة الشمس المباشرة.
2-  يفضل  أن تكون أسوار الأحواش الخاصة بالكتاكيت اقل من 3 شهور متنقلة حتى يتسنى  توسيع الحظائر مع زيادة العمر.
3- يحتاج الطائر من عمر يوم حتى شهر إلى مساحة من 1-5 متر مربع، و من عمر شهر إلى   3 شهور إلى 5-8 متر مربع  يخصص منها 20 % كحظائر إيواء و الباقي كأحواش بها مظلات،  و من عمر 3-6 شهر إلى 10-30 متر مربع منها 10% مظلات.
4- تحتاج طيور النعام التي تربى لإنتاج اللحم من عمر  6 -12 شهر إلى 50-100 متر مربع للطائر، و تكون أرضية الحظائر رملية مستوية ، مع وجود مظلات تشكل 10 % من مساحة الأرضية.
5- طيور النعام حتى عمر 6 شهور تحتاج إلى أسوار بارتفاع 1.5 متر و تكون ملتصقة بسطح الأرض، وتحتاج طيور النعام أكثر من 6 شهور إلى سور بارتفاع حوالي 2 متر.
6- يفضل أن تكون الأسوار من السلك الشبكي المرن المغطاة بالبلاستيك حتى لا تصاب الطيور بالأذى عند الاصطدام بها.
7-  يفضل إنشاء حوش لعزل الطيور الواردة حديثا و أخر للحيوانات المريضة و يفضل في موقع بعيد عن أحواش التربية.
8-  يراعى إلا يقل ارتفاع حظائر الإيواء عن 3 متر و يكون السقف مائل ، مع ضرورة زراعة أشجار الظل و مصدات الرياح بين الحظائر.
9- يجب توافر المعالف في الأحواش الخارجية في حالة عدم وجود أعلاف خضراء منزرعة و العكس في حظائر الإيواء.
10-  يجب توافر المساقي داخل حظائر الإيواء  و في جوانب الأحواش و يفضل أن يكون حوض أسمنتي مبطن بالسيراميك.
11- تفرش أرضية حظائر الإيواء للطيور البالغة بنشارة الخشب أو التبن مع تلافى استخدام الفرشة للكتاكيت حتى عمر 3 شهور منعا لحدوث أي اضطرابات هضمية.
12- اقل مساحة من الأحواش يمكن استخدامها في تربية النعام الناضج بواقع ذكر+ 2 أنثى بهدف الحصول على كتاكيت منسبة حوالي 1000 متر مربع مع توافر مظلة 6 x 9 متر، وقد أمكن حديثا من نتائج بعض البحوث الاعتماد على توفير مساحة لهذه الأسرة تصل إلى 600 متر مربع وبالتالي توفير الأرضي وتوفير تكلفتها العالية.
 

عن fatmaanwar

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خبير نباتات: زراعة محصول الشاي في مصر يقلل فاتورة الاستيراد ويوفر العملة الصعبة

قال الدكتور خالد سالم، أستاذ بيوتكنولوجيا النباتات، إن المشروعات الزراعية الكبيرة التي ...