استهلاك الأسماك النيئة “السوشي” فيه مخاطرة كبرى

تصاب الأسماك خاصة أسماك المياه المالحة بيرقات الديدان الأسطوانية المسمّاة Anisakis. مثلما أنّ هذه الديدان تُمْرض الأسماك وتجعل شكلها غير مقبول فهي تُمرض الإنسان الذي يستهلك أسماكا نيئة ملوّثة بها.

بعد أن شهدت المدن الكبرى افتتاحا كثيفا لمطاعم السوشي اليابانية وباتت ثقافة أكل الأسماك النيئة موضة شبابية مألوفة، بدأت تُسجّل حالات عديدة من الإصابة بمرض الأنيساكيدوز Anisakidose الذي يُطلق عليه أيضا مرض دودة الهيرنج « Herring worm disease ».

بناء على نتائج تحقيق دار ما بين أعوام 2010 و2014 وكان قد صدر منتصف شهر شباط/فبراير بتوقيع من المجلس الفرنسي للرقابة الصحيّة (InVS)، تمّ إحصاء سنويا ما بين 4 إلى 14 حالة تسمّم التهابي من جراء التقاط ديدان الأنيساكيس عبر استهلاك الأسماك النيّئة.

وكانت فصائل الأسماك المورّطة بهذا التسمم تابعة لعائلات الماكريل والنازليّ والرنكة والسلمون والتّون. أمّا الجدير بالذكر، وفق الإحصاء الذي جمع كافّة حالات الإصابة بمرض الأنيساكيدوز من المختبرات الفرنسية المتخصّصة بعلم الطفيليات، هو أنّ 62 بالمائة ممن تعرّضوا لالتهابات وحساسية ناجمة عن التسمّم بديدان الأنيساكيس كانوا من النساء.

استند المجلس الفرنسي للرقابة الصحية في تفسيره لسبب إصابة النساء أكثر من الرجال بمرض الأنيساكيدوز على دراسة يابانية أظهرت عام 2006 أنّ النساء تُقْبل على أكل السوشي أكثر من الرجال.

إنّ وجود يرقات حيّة داخل الأسماك غير المطهوّة قد يؤدي عند أكلها إلى مرض الأنيساكيدوز الذي تظهر أعراضه المرضية على شكل آلام بطنية حادّة وقيء واستفراغ وحكّة وربو، بالإضافة إلى حدوث التهابات وتقرحات وأورام ناشبة بموضع الدودة بالمعدة والأمعاء التي يُطلق على الحالة فيها Esinophilic granulomatus response .

إن الحساسية الجلدية والتسمم الغذائي يحصلان عادة لأن يرقات ديدان الأنيساكيس تفرز داخل جسم الإنسان سموم Thanatoxins.

إن كانت الآلام البطنية الحادة في مرض الأنيساكيدوز تشبه الآلام المصاحبة لالتهاب الزائدة الدودية، فإنّ التسمم به يكون عالي الخطورة لأنّ ديدان الأنيساكيس إذا لم يتمّ معالجتها تخترق جدار المعدة مسبّبة القرحة والارتجاع المريئي الحامضي تماما مثلما يحصل في أعراض الشكوى من البكتيريا الحلزونية pylori Helicobacter التي تعتبر من الأسباب الوجيهة لحدوث تقرّحات المعدة.