هموم صناعه الداوجن فى مصر – جريدة المزرعة


الرئيسية / بيطرى / دواجن / هموم صناعه الداوجن فى مصر

هموم صناعه الداوجن فى مصر

دكتور

السيد محمد بدوى

أستاذ صحة ورعاية الدواجن

كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة

1دواجن11

صناعة الدواجن فى مصر هى العملاق الاقتصادى المقهور ، فكونه عملاقاً ، وهذه حقيقة ، فلأنه ثالث أعلى استثمار فى مصر بعد الاستثمار السياحى والعقارى حيث يتراوح ما يُستثمر فيه من أموال القطاع الخاص ما بين الثلاثون والخمسة والثلاثون ملياراً من الجنيهات ، ويعمل فيه بشكل مباشر وغير مباشر ما يزيد عن الثلاثة ملايين من أبناء هذا الوطن ، وكونه مقهوراً فهذا بحكم ما يعانيه من إهمال وتجاهل بل ومن محاولات متتالية لهدمه وتدميره ، ويعلم الله وحده إن كان هذا الهدم عن عمد وسبق إصرار يستوجب المُساءلة والمحاسبة أم أنه غير مقصود وأنه نتيجة لإنشغال أولى الأمر بالكثير من الأعباء الوظيفية التى أعلم وتعلمون أنها بلا جدوى.

تعانى صناعة الدواجن فى مصر فيما تعانى من هموم أصبحت مُزمنة بحكم طول المدة ، وقد اعتاد مُنتجى الدواجن على مُعايشة هذه الهموم بعد أن يئسوا من زوال أسبابها حتى أنهم اعتادوا عليها ، وقد ترتب على ذلك زيادة مُعدلات القهر والكبت النفسى التى ترتب عليها أن أصيب بعضهم بأمراض نفسية وعصبية متنوعة كالصرع والتبول اللا إرادى والميل إلى الانتحار ، وأصيب بعضهم بتعطل كُلى أو جزئى لبعض الحواس الحيوية كالتذوق والسمع والإبصار مع تهتهه فى الكلام وصعوبة فى التعبير ، كما أصيب البعض ببطء واضح فى الاستجابة الحسية والحركية لما يحدث حولهم من متغيرات ومؤثرات ، ومن الآخر أصبح لدى كل مُنتج علته وعاهته التى لم يعد يفصح عنها أو يحاول علاجها وذلك لاستمرار المُسببات وليأسه من إمكانية الحلول.

ولعل الصعوبة التى تواجهنى وأنا أكتب هذا المقال هى حيرتى الشديدة ، حيث يتعذرعلى أمثالى ممن ليسوا فى موقع المسئولية واتخاذ القرار حصر هموم هذه الصناعة ومشاكلها التى تعوق انطلاقها لما يجب أن تكون عليه ولما يتناسب مع مكانة بلدنا العظيم ، غير أنى سوف اجتهد فى استعراض بعضها وذلك التزاماً بالحيز الذى حدده لى السيد رئيس التحرير لهذا المقال:

الافتقار إلى قاعدة بيانات حقيقية:

فلا يمكن لأى صانع قرار أن يقرر أى شيء يتعلق بهيكلة أو تنظيم أو تطوير هذه الصناعة أو عمل منظومة متكاملة للسيطرة على المشاكل المرضية التى تحصد عشرات الملايين من الطيور سنويا دون أن تكون أمامه قاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لعناصر هذه الصناعة.

فمن الضرورى أن يكون هناك مثلاً حصر دقيق لكل معامل التفريخ يشمل موقع المعمل وطاقنه الإنتاجية الكُلية والفعلية ، ويشمل نوعية الطيور التى يقوم بتفريخها ، ويشمل أيضاً مصدر بيض التفريخ الذى يقوم بتفريخه ، إضافة لبيانات عن الجهة المالكة للمعمل ومديره والفنيين والعاملين فيه ، كما يفضل أن يكون هناك حصر فنى لكل معمل يشمل متوسط الإخصاب والفقس وأسماء المتعاملين معه من المُنتجين.

ومن الضرورى أن تكون هناك قاعدة بيانات تشمل حصراً لكل مصانع الأعلاف التى تحمل تراخيص تشغيل وتداول وتلك التى تُقام لخدمة نشاط المزرعة دون أن تقوم بتداول أعلافها ، كما تشمل بيانات عن المالك وعن العاملين فيه وعن طاقته الإنتاجية ونوعية الأعلاف التى ينتجها ومصادر مُكونات الأعلاف التى يستخدمها.

ويكون من الأولى والأجدر أن تكون هناك قاعدة بيانات تشمل جميع المزارع التى تُربى دواجن فى مصر ، بحيث تكون هناك بيانات واضحة عن موقع كل مزرعة وطاقة استيعابها من الطيور ونوعية الطيور التى تربيها ، كما تشمل بيانات عن مالكها والقائم على تشغيلها وعن عدد العمال والفنيين الذين يعملون فيها ، كما يفضل أن تشمل أيضاً حصر للمشاكل المرضية المُتكررة التى تصيب دوراتها الإنتاجية.

الاعتماد على استيراد مكونات الأعلاف:

نعلم جميعاً أن العلف تزيد تكلفته عن 70 % من تكاليف أى دورة تربية ، وعلى الرغم من ذلك فإن مصر لا تُنتج من مُكونات الأعلاف غير كم ضئيل من الذرة الصفراء لا يُسمن ولا يُغنى من جوع ، حيث يقوم بعض المزارعين فى صعيد مصر بزراعته لا حُباً فى صناعة الدواجن بل سعياً وراء امتصاص بعض من دم المُنتجين حيث ينافسون الذرة المستوردة سعراً بل ويطلبون المزيد ، غير أنه للحق والإنصاف يجب الاعتراف بأننا نُنتج كل ما نحتاجه من ملح الطعام والحجر الجيرى ، وقد جفت حلوقنا من المطالبة بزراعة مساحات تتزايد بشكل سنوى من الذرة الصفراء باعتبارها أكبر مُكون من مُكونات الأعلاف وكذلك بعض المساحات من فول الصويا ، وذلك لمحاولة خفض تكاليف الإنتاج التى يئن منها مُنتجى الدواجن نظراً لزيادتها بشكل لم يعد مقبولاً.

اعتماد على استيراد اللقاحات وباقى المستحضرات البيطرية:

كانت مصرتُنتج من لقاحات الدواجن ما يقل عن 5 % من احتياجاتها من معهد ابحاث القاحات البيطرية بالعباسية الذى يمتلك كوادر فنية عالية التدريب ، والباقى يتم استيراده من كل حدب وصوب ، وقد وصل الأمر ، مع الأسف ، إلى أننا أصبحنا نستورد لقاحات من الأردن ؟ ، ولم يتبقى غير أن نستورد من الشقيقة قطر وموريتانيا لتكتمل منظومة خيبة الأمل فى بلدنا التى تمتلك كل المُقومات البشرية والفنية والمالية لإقامة صناعة لقاحات عملاقة تنافس المُنتج الأوروبى لتغطى احتياجاتنا منها بل ولتغزو الأسواق المجاورة فى وطننا العربى وفى إفريقيا ، ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للمضادات الحيوية وإضافات الأعلاف والمطهرات وباقى مُستلزمات الصناعة. غير أن فرسان مصر قد أفاقوا أخيراً حيث قاموا باقتحام مجال إنتاج اللقاحات البيطرية وصناعة الدواء وإضافات الأعلاف ، وذلك بدعم كامل من وزارة الزراعة التى يقودها رجل المرحلة الأستاذ الدكتور أيمن فريد أبو حديد ومن الهيئة العامة للخدمات البيطرية بقيادة المايسترو اللواء دكتور أسامه سليم وقطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بقيادة الأستاذ الدكتور محمد فراج ، وقد بدأ الإنتاج المحلى يتنامى ليزيح أمامه ما يتم استيراده من هذه المستلزمات ليوفر لبلدنا الملايين من العملات الأجنبية التى يتم بها تمويل عمليات الاستيراد التى تتم بشكل شبه يومى.

ما تقدم كان جزءً من هموم الصناعة ولعل الفرصة قد تتاح لى لاستعراض المزيد مما يثقل كاهل المُنتجين.

عن fatmaanwar

2 تعليقان

  1. جريدة رائعة . نشكركم على الافادة الدائمة ونتمني لكم مزيد من النحاج والتميز

اضف رد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الاسمدة التي وافقة عليها لجنة المخصبات الزراعية بتاريخ 11/6/2023

المستند-12تنزيل