أُسس تحــــديــــر وتكييـــــس عــذوق نخـــيل التـــمر – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / جديد*جديد / أُسس تحــــديــــر وتكييـــــس عــذوق نخـــيل التـــمر

أُسس تحــــديــــر وتكييـــــس عــذوق نخـــيل التـــمر

د. أحمد حسين السعود

تُعد شجرة نخيل التمر، من أشجار الفاكهة الهامة، في منطقة الخليج العربي، وفي مناطق أخرى من العالم، وقد حظيت هذه الشجرة باهتمام خاص في مختلف أماكن وجودها، وبخاصة في دول الخليج العربي.

تحتاج أشجار النخيل إلى خدمات أساسية، تلعب دوراً هاماً في تحسين كمية ونوعية الإنتاج، في حال تطبيقها بالشكل الصحيح وفي الأوقات المناسبة، لكل منها ومن قبل أيد عاملة خبيرة بتنفيذ هذه العمليات، وتنفرد أشجار نخيل التمر باحتياجاتها الملحة والضرورية، إلى عمليات خدمة خاصة بالعذوق، للحصول على أفضل إنتاج، والتحدير أو التدلية أو التذليل والتكييس من العمليات الهامة التي تنفذ على العذوق، وتؤدي إلى زيادة العائد المادي وخفض تكاليف الإنتاج.

فما هو المقصود بهذه العمليات؟ وما هي فوائدها؟

– التحدير أو التدلية أو التذليل: هي عملية فرد الشماريخ الثمرية في العذق الواحد وجمعها مع بعضها البعض وتدليتها إلى الأسفل وتحت السعف، وبشكل موازٍ لقمة النخلة، وربطها بحبل من البلاستيك، عند منطقة تفرع الشماريخ عن العذق، بعد تقويس عرجون أو حامل العذق،  وفي منطقة أخرى في حال كون حامل العذق طويل بسعفة أو سعفتين قويتين ومن الصفوف العليا على الشجرة، وهي من العمليات الضرورية للحفاظ على الشماريخ من الكسر، بعد زيادة حجم الثمار عليها، فمن المعلوم أن الشماريخ الزهرية في أشجار النخيل، تكون متجهة إلى الأعلى في بداية التفتح، ويكون طول حامل العذق قصيراً – شكل (1)

agri_1

الشكل (1) الشماريخ الزهرية في بداية التفتح

تبدأ الشماريخ  بالميلان نحو الأسفل مع تقدمها بالعمر، نتيجة ثقل وزن الثمار على هذه الشماريخ وزيادة طول الحامل، وتتشابك شماريخ العذق الواحد مع بعضها البعض، ومع شماريخ العذوق المجاورة والسعف المحيط بها – شكل (2) – .

الشكل (2) استطالة حامل العذق وبدء ميلان الشماريخ الزهرية باتجاه الأسفل

الشكل (2) استطالة حامل العذق وبدء ميلان الشماريخ الزهرية باتجاه الأسفل

يزداد هذا التشابك مع تقدمها بالعمر، ويصبح من الصعب فصلها عن بعضها البعض
– شكل (3)-، وتتكسر أعداد كبيرة من الشماريخ، عند هبوب الرياح، ويسبب هذا التشابك تجريح قسم من الثمار نتيجة احتكاكها ببعضها، وبالأجزاء المختلفة من السعف وبخاصة الأشواك، عند هبوب الرياح أو أية مسببات أخرى، وتصبح عرضة للإصابة بالأمراض، وتفقد قيمتها التسويقية، كما يتساقط قسم منها، ويتم إجراء هذه العملية، بعد 4-6 أسابيع من التلقيح (التنبيت)، وقبل أن تتصلب العراجين ويصبح من الصعب تقويسها، وبعد أن تكون العراجين قادرة على حمل العذوق الثمرية .

الشكل (3) تشابك شماريخ عذوق النخيل مع بعضها البعض ومع السعف

الشكل (3) تشابك شماريخ عذوق النخيل مع بعضها البعض ومع السعف

تصاب ثمار التمر، بالعديد من الحشرات، ومنها حشرة البلح الصغرى (الحميرة) التي تبدأ بمهاجمة الثمار بعد العقد وفي مراحل نموها الأولى، كما تهاجم الثمار في مراحل نموها الأخرى، وتتغذى بمحتويات الثمرة، وتفرغها كاملة، وتبقى القشرة الخارجية، وتتلون الثمار المصابة باللون البني – شكل (4) -، وقد سجل لهذه الحشرة ثلاثة أجيال في السنة، وتسبب فقداً كبيراً في الإنتاج في بعض السنوات، وفي أماكن كثيرة في حال عدم مكافحتها بالشكل الصحيح، وكثيراً ما يتم اكتشاف الإصابة بهذه الحشرة خلال تدلية العذوق، وتتساقط هذه الثمرة بمجرد هز العذق أو الشماريخ الحاملة لها.

agri_4

الشكل (4) ثمار نخيل مصابة بدودة البلح الصغرى أو الحميرة

يقوم بعض المزارعين بتدلية العذوق بشكل خاطئ،  وعلى سبيل المثال، يتم فرد شماريخ العذق الواحد وجمعها مع بعضها، وتقويس العرجون، دون ربطه إلى السعف، وقد تصل العذوق إلى الأرض – شكل (5) -، ويسبب ذلك تلف قسم كبير من الثمار، نتيجة الرطوبة والأوساخ، وإصابتها بالعناكب بشكل أكبر من العذوق المرتفعة عن سطح الأرض.

الشكل (5) تدلية العذوق ووصولها إلى سطح التربة وتركها دون ربط

الشكل (5) تدلية العذوق ووصولها إلى سطح التربة وتركها دون ربط

تتم عملية تحدير العذوق بشكل جيد وتوزع حول  قمة النخلة، ولكن العذوق تكون قريبة من سطح الأرض، وقد تتعرض للإصابة بالآفات المختلفة وتتلوث بالأتربة والأوساخ – شكل (6) -.

الشكل (6) تحدير العذوق بشكل جيد ولكنها قريبة من سطح الأرض

الشكل (6) تحدير العذوق بشكل جيد ولكنها قريبة من سطح الأرض

يقوم المزارع أحياناً بتحدير العذوق بشكل جيد، ويوزعها حول رأس النخلة، ولكنه يترك عدداً كبيراً من العذوق – شكل (7) -، ويسبب ذلك تدني نوعية الثمار وصغر حجمها، ونقص الإنتاج في الموسم القادم، لذا يجب ترك عدد من العذوق، يتناسب مع حجم النخلة وقوتها وعدد السعف الأخضر، وينصح بتحديد هذا العدد بما يعادل عذقاً لكل عشر أوراق أو سعفات، بعد ترك عشر سعفات لتغذية القمة وباقي أجزاء النخلة.

الشكل (7) تحدير جيد وترك عدد كبير من العذوق

الشكل (7) تحدير جيد وترك عدد كبير من العذوق

يقوم المزارع أحياناً بتدلية العذوق ووضعها على السعف لحملها، ودون ربطها، وتتعرض هذه العذوق للكسر والتلف، وبخاصة في الأصناف ذات العراجين الطويلة – شكل (8)-، وينخفض الإنتاج في مثل هذه الحالات.

الشكل (8) تحدير العذوق على السعف ودون ربط

الشكل (8) تحدير العذوق على السعف ودون ربط

تكون عملية التحدير جيدة في حال إنجازها بالشكل الصحيح، بترك العدد المطلوب من العذوق، بما يتناسب مع عمر وحجم وقوة الشجرة، وعدد السعف عليها، وتوزيع العذوق  بشكل متناسق حول رأس النخلة – شكل (9) -، ويتم خف العذوق خلال عملية التحدير، والتخلص من العذوق الضعيفة، والمصابة بأية آفات، والتي تحتوي على تشوهات، – شكل (10) -.

الشكل (9) تحدير وتوزيع جيد للعذوق حول رأس النخلة

الشكل (9) تحدير وتوزيع جيد للعذوق حول رأس النخلة

الشكل (10) عذوق تحتوي على ثمار مشوهة

الشكل (10) عذوق تحتوي على ثمار مشوهة

تهدف عملية التحدير أو التدلية إلى  ما يلي:

  • سحب العذوق وفصلها عن بعضها وعن السعف والعذوق المجاورة لها.
  • توزيع العذوق حول رأس النخلة لمنع ميلانها باتجاه العذوق المتجمعة في جهة واحدة.
  • تسهيل عملية خف الثمار والعذوق وتكييس أو تكميم العذوق.
  • تسهيل اكتشاف الإصابات المختلفة.
  • فرد الشماريخ المتشابكة عن بعضها، وتسهيل عملية تغذيتها.
  • اكتشاف بداية الإصابة بالآفات وبخاصة الحميرة.
  • تنظيف العذوق من الشماريخ والثمار الجافة والمصابة والأتربة والغبار وأغلفة الطلع الجافة.
  • الحد من كسر العراجين، نتيجة ثقل العذوق بعد تقدمها بالعمر.
  • منع احتكاك الثمار بالأجزاء المختلفة من السعف (الأشواك، الخوص، الجريد… إلخ) وحمايتها من الجروح والخدوش.
  • تعريض الثمار لأشعة الشمس وتسريع نضجها وتحسين نوعيتها.
  • منع احتكاك الثمار بالأوراق والأشواك وحمايتها من الجروح والخدوش، ومنع كسرها.
  • جمع الشماريخ إلى جانب بعضها لمنع تخلل الرياح الجافة داخل العذوق، ومنع جفاف الثمار.

التكييس أو (التكميم):

تتعرض ثمار نخيل التمر لفتك العديد من الآفات الحشرية، في مختلف مراحل نموها، وتصبح من الأغذية المفضلة للطيور في مراحل نموها الأخيرة (البسر والرطب والتمر) وتلحق بها أضراراً بالغة – شكل (11) -، وتتغذى بكافة الثمار في حال عدم الوقوف في وجهها، وتزداد معدلات تساقط الثمار في هذه المراحل، وتتلف هذه الثمار، نتيجة تلوثها بالأتربة والرطوبة، وتتعرض للإصابة ببعض الحشرات، وتسبب تلوث الأماكن التي تتساقط فيها، ويتطلب جمعها، تكاليف مادية كبيرة، ولتلافي هذه الأضرار، فقد  لجأ المزارعون إلى ابتكار العديد من الطرق للتخفيف منها،  وأثبتت عملية تغطية العذوق بأكياس من النايلون أو الورق، فاعليتها في حماية الثمار من العديد من الآفات بما فيها الطيور، ومنع تساقط الثمار على الأرض، ومنع تلوث التربة بمحتويات الثمار المتساقطة، وتسمى هذه العملية (التكييس أو التكميم) وتستخدم لهذه الغاية، أكياس نايلون ذات فتحات دقيقة – شكل (12 ) -، مفتوحة من الطرفين، ويمكن إحكام إغلاقها بشكل جيد من الطرفين بواسطة حبل صغير في كل طرف من طرفيها.

الشكل (11) أضرار الطيور على ثمار النخيل

الشكل (11) أضرار الطيور على ثمار النخيل

الشكل (12) أكياس شبك نايلون لتغطية عذوق النخيل

الشكل (12) أكياس شبك نايلون لتغطية عذوق النخيل

قوم عمال مهرة بالصعود على جذع النخلة لتكييس العذوق، التي تم تحديرها، أو تدليتها، وبعد وصول ثمارها إلى مرحلة الخلال أو البسر، ويضع العامل كل عذق ضمن كيس، ويربط فتحة الكيس العلوية فوق منطقة تفرع الشماريخ، ويربط الفتحة السفلية أسفل نهاية العذق – شكل ( 13) -، ويصبح منظر الأشجار بعد تكييس العذوق، كما هو في الشكل – (14) -.

الشكل (13) صعود العامل على جذع النخلة لتكييس العذوق

الشكل (13) صعود العامل على جذع النخلة لتكييس العذوق

الشكل (14) تكييس العذوق في شجرة نخيل التمر

الشكل (14) تكييس العذوق في شجرة نخيل التمر

تحقق عملية تكييس العذوق، الغاية المنشودة منها، في حال تنفيذها بالشكل الصحيح، واستخدام أكياس متينة  ومناسبة، لأحجام العذوق، وذات فتحات صغيرة، تمنع وصول الحشرات والغبار والأتربة إلى الثمار وحمايتها  من الطيور، ولهذه العملية أهمية كبيرة في الحصول على إنتاج كمي ونوعي، من خلال فوائدها الكثيرة ومنها:

حماية الثمار من تأثير العوامل الجوية المختلفة.

  • – حماية الثمار من مهاجمة الطيور.
  • – حماية الثمار من فتك بعض الحشرات كالدبابير.
  • – منع تساقط الثمار على الأرض وتلوثها بالأتربة والأوساخ.
  • – منع تلوث الأرض بالثمار الساقطة تحت الأشجار.
  • – سهولة جني المحصول، فتقطع العذوق داخل الأكياس وتنقل إلى أماكن نظيفة

ومجهزة لفرط الثمار – شكل (15) -.

توفير في تكاليف الأيدي العاملة اللازمة لجني الثمار.

الشكل (15) جمع عذوق النخيل في أماكن فرط الثمار

الشكل (15) جمع عذوق النخيل في أماكن فرط الثمار

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس «زراعة الشيوخ»: «الملكية الفكرية» خطوة لتعظيم الاستفادة من البحث العلمى

قال النائب عبدالسلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إن إطلاق ...