تطوير سلالات الحيوانات المحليه المصريه – جريدة المزرعة


الرئيسية / اخبار يوميه / تطوير سلالات الحيوانات المحليه المصريه

تطوير سلالات الحيوانات المحليه المصريه

نشأت تربية الحيوانات من قديم الازل، عندما بدأ الانسان فى استئناس الحيوانات وتربيتها واستخدامها ثم التغذية عليها ومع مرور الزمن استطاع الانسان أن يزيد انتاجية الحيوانات ويغير من طبيعتها بل وأصبحت هذه الحيوانات متخصصة فى الإنتاج (حيوانات لبن وحيوانات تسمين) وذلك من خلال برامج الانتخاب والتربية والتغذية وكان ومازال الهدف من ذلك هو ضمان امداد الانسان بالغذاء واستحداث صناعات تقوم على ذلك ورغم أن صناعة الإنتاج الحيوانى فى مصر تمثل نسبة لا بأس بها فى اقتصاديات الكثير من المحافظات المصرية.

كما انها تعتبر مصدراً هاماً للدخل القومى فإن الثروة الحيوانية تعانى من الاهمال ونتيجة لذلك، نرى الكثير من المربين والمزارعين يلجأون إلى ترك هذه الصناعة وهجرها إلى نشاطات أخرى بالرغم من أنها قد تدر عليهم ذهبا لو اهتموا هم بأنفسهم بهذه الصناعة إن الدخل من صناعة الانتاج الحيوانى فى مصر يشكل نحو 35% من الدخل الزراعي وأن إجمالي أعدادها يبلغ 4,9 مليون رأس من الأبقار، و 4,1 مليون رأس جاموس و 10 ملايين رأس من الأغنام والماعز ونحو 160 ألفا من الإبل.

بالإضافة، إلى أن 85% من هذه الثروة تتمركز لدي صغار المربين والإنتاج لا يتجاوز 520 ألف طن لحوم سنوياً و5 ملايين طن حليب واحتياجاتنا منها 640 ألف طن حسب احصائيات الادارة المركزية للتعاون الزراعى.

إن التحديات التى يواجهها قطاع الإنتاج الحيوانى فى مصر تشمل نقص البيانات العلمية التى يتم على أساسها انتخاب الحيوانات لتحسين السلالات والتحكم السئ فى استخدام ذكور التربية المختارة مما يؤدى إلى حدوث التربية الداخلية وكلنا يعرف مشاكلها وتداعياتها، هذا بالاضافة إلى مشاكل تصميم حظائر الايواء والتى تؤدى الى انتشار الامراض مما يفاقم من المشاكل الصحية القائمة بالفعل.

ويقود هذا إلى أن تعانى صناعة الانتاج الحيوانى فى مصر من الكثير من المشاكل منها على سبيل المثال قلة الانتاج ونقص معدل النمو وتأخر النضج الجنسى.

إن أهم المشاكل التى يواجهها قطاع الإنتاج الحيوانى فى مصر هى عدم وضوح الهدف أو يمكن القول إنه لا يوجد هدف أساساً ليتم العمل على تحقيقه، الكل يتاجر.

وفقط فى حديثى الى احد المسؤولين الكبار فى مصر عن هذه المشكلة قال ان كل التجار (زرابة) أى أنهم فقط يشترون ويبيعون دون هدف واضح أو خطة لتحسين السلالات ولكننا فقط نعتمد على استيراد الحيوانات او استيراد السائل المنوى المحسن (الذى قام بتحسينه الاخرون حسب ظروفهم؛ وليس ظروفنا نحن) وبشكل عام فان عملية التجارة فى الحيوانات ليست هى المشكلة بل هى مطلوبة ومرغوبة وهى الهدف حيث ان كل صناعة هدفها الربح.

لكننا نتحدث عن تحسين السلالات وتعظيم الربح لكل من يعمل فى هذه الصناعة فمن المعروف ان الحيوان المحسن وراثيا يتمتع بانتاجية عالية من اللبن مثلا أو معدل تحويل عالى أو مواصفات شكلية عالية يكون أعلى سعراً من الحيوان غير المحسن وراثياً وذى انتاج منخفض ومعدل التحويل المنخفض أن الحيوان المحسن وراثيا، يقلل من تكاليف إنتاجه ويعظم الربح لمالكه وإن لم يكن هذا هو الهدف فما هو الهدف إذن من تحسين السلالات المصرية؟!

لقد تقاعست الجامعات المصرية ومراكز البحوث، للأسف عن القيام بدورها فى تحسين السلالات المصرية وقد نلتمس لها العذر فى ذلك نظراً لقلة الاماكنيات البحثية، وأصبحنا نرى الغرب يأخذ سلالاتنا المحلية ويقوم بتحسينها ثم يعاود تصديرها لنا باسعار عالية وللاسف نتهافت عليها، مع انه يمكننا القيام بهذا الدور.

ومن المثير فعلا ان السلالات الحيوانية المصرية لديها القدرة الوراثية على التحسن بشكل كبير والدليل على ذلك هو وجود بعض السلالات المصرية التى تم تحسينها فى الخارج ومنها على سبيل المثال سلالة الماعز الانجلونوبيان والتى اصلها نوبى مصرى والتى تم تحسينها لتصبح أحد أهم السلالات المنتجة للبن فى الخارج وكذلك الجاموس المصرى الذى تم تحسينه وإعادة تصديره لنا باسم الجاموس الايطالى والذي يتهافت عليه الان المربين المصريين إن دعم الدولة لصناعة الانتاج الحيوانى فى مصر ليس كافيا مهما تعاظم هذا الدعم.

ولقد حان الوقت لأن ترفع الدولة يدها عن ذلك وأن يتولى الامر أهله فليس هناك أحرص من صاحب الشئ على حاجته؛ إن الاعتماد على الدولة فى تطوير هذه الصناعة لن يؤدى بنا الى تحسينها وعلى الرغم من مطالبات الكثير بان تتدخل الدولة فى هذه الصناعة إلا إننى لست من المؤيدين لهذه الفكرة حيث يرى أصحاب هذه الفكرة (فكرة دعم الدولة لانشطة الانتاج الحيوانى).

إن أهم المشاكل الأساسية فى الثروة الحيوانية فى مصر، هى رفع الحكومة يدها عن دعم الإنتاج الحيوانى وترك الثروة الحيوانية دون تدخل منها بين المربين والفلاحين والمزارعين ومنهم للسوق والأمراض والتجار فمثلا لا يوجد توفير للأعلاف ولا للأدوية البيطرية ولا للتحصينات ولا التطعيمات فرفعت الحكومة يدها عن الدعم وعن الرقابة فأصبح المتحكم فى سوق الثروة الحيوانية فى مصر هو العرض والطلب وبالتالى أسعار اللحوم فى ارتفاع مستمر.

هذا هو تفكيرهم؛ ولكن أين دور المربين؟ أين دور القطاع الخاص؟ أن القطاع الخاص خصوصا المربين الكبار منهم يستطيعون القيام بدور هام جداً ومحورياً فى تحسين السلالات الحيوانية المحلية.

عن fatmaanwar

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس «زراعة الشيوخ»: «الملكية الفكرية» خطوة لتعظيم الاستفادة من البحث العلمى

قال النائب عبدالسلام الجبلي رئيس لجنة الزراعة والري بمجلس الشيوخ، إن إطلاق ...